حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
في العراق الجديد .. عراق الموبايل والستلايت والناركيلة ، وكل المظاهر التي باتت من الأشياء المهمة جدا لدى العراقي ، وتشكل جزءا كبيرا من حياته اليومية ، في العراق اليوم الذي نسى أو تناسى الكثير من أهله الطيبة والغيرة العراقية وراحوا يغردون بعيدا عن التقاليد والقيم والأعراف الإسلامية والعربية والعراقية الأصيلة . فأضحى كل من يتسنم منصبا معينا يبحث عن أسرع الطرق وأسهلها كي يزيد من حجم أمواله ولو بطرق غير مشروعة . فيقوم بإعطاء القوانين قالبا خاصا بما يتطابق ومصالحه الشخصية . والنتيجة تكون زيادة في حجم الفساد الذي ينخر دين وضمير الفرد بالإضافة إلى ما يؤديه من نخر أعمدة الدولة العراقية ، وبات المفسدون يبحثون عن أي وسيلة من شانها إن تجعلهم ( يتضخمون ) أكثر ، ولو على حساب الدم والأموال العراقية كما هو الحال في وزارة النفط . عندما أعلنت عن طباعة البطاقة الوقودية لتوزيعها على العراقيين بكلفة تجاوزت المليار دولار . فقد أعلنت وزارة النفط عن إنجاز طباعة البطاقة الوقودية في بغداد وبكلفة تجاوزت المليار دينار عراقي ، مشيرةً الى أن شهر أيلول سيشهد توزيع مادة النفط الأبيض لكل عائلة في بغداد . وقال مدير توزيع المشتقات النفطية في بغداد تم إنجاز طباعة البطاقة الوقودية في بغداد من قبل شركة توزيع المنتجات النفطية التابعة لوزارة النفط والذي تجاوزت كلفتها المليار دينار عراقي وبواقع مليون ونصف المليون بطاقة على عدد عوائل بغداد ، مؤكدًة ( أي وزارة النفط ) على أن شهر أيلول سيشهد الشروع بتوزيع مادة النفط الأبيض لكل عائلة في بغداد . وذكر مدير عام توزيع مشتقات النفط في بغداد أن إجراءات توزيعها سوف تكون أخف مما كانت عليه في السابق ، باعتبار ان المواطن لا يحتاج بأن يأخذ معه مستمسكات أخرى ، وأنمى البطاقة التموينية فقط . أنا اسأل هنا أليس من حق أي عراقي إن يأخذ حصته من النفط الأبيض بشكل طبيعي وبدون تعقيدات استعدادا لفصل الشتاء القادم ، فلماذا هذه الإجراءات المعقدة ، ولماذا يتم صرف كل تلك الأموال بدون معنى ..؟ أليس من الحري بوزارة النفط إن توفر هذه المادة في منافذها بشكل طبيعي ويقوم المواطن بشراء الكمية التي تلزمه . وبالتالي لن تكون هناك أزمة كالتي تحدث في كل عام ، أم إن الموضوع صفقات وفساد وحسب .
https://telegram.me/buratha