الكاتب / مصطفى سليم
هل فعلا مصير بلدنا يسير نحوا المجهول المخيف أم أنها تكهنات تقف خلفها نوايا سيئة ،أم ان المجهول سيكون أفضل من الواقع الحالي..؟ وخاصتا لو سلمنا ان الخيارات التي تخرج العراق من أزمته الحالية أصبحت محدودة ،والوضع لا يقبل المجازفة واستخدام الطرق الملتوية التي تقود ذلك الاحتمال في حكم العراق مرفوضة جملة وتفصيلا،و الفوضى يتحملها من يتشبث بالسلطة ويحاول فرض سياسة الأمر الواقع على الخصوم والأصدقاء السياسيين من جهة ومن جهة أخرى يتحمل وزر تلك المنغصات دعاة الانقلابات ،والذين أصبحت إشاراتهم لذلك واضحة جدا بعد التسريبات الأخيرة عن وجود مثل هذه النوايا الدفينة ،وبمساعدة قوى خارجية و في مقدمتهم الأمريكان الساعين الى تمديد فترة بقاءهم في العراق..فلم يعد احد يستطيع أن يجزم إلى ماذا ستئول الأمور والى أين يتجه مصير العراق وخاصة و أن الاحتمالات متعددة ففكرة وتوقع أعادة الانتخابات هو أمر مطروح وتدويل القضية العراقية والذي سيعيد البلاد للمربع الأول كون أن القرارات التي سوف تصدر من الأمم المتحدة ستكون ملزمة للعراق باعتبار البلد ما زال يرضخ تحت طائلة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة هو أمر جديد غير مستبعد وكل تلك السيناريوهات المتوقعة كذلك كثيرة وعودة العنف والتصعيد الطائفي وارد أيضا أو تشكيل حكومة إنقاذ وطني هو من الاحتمالات الساخنة مع فرصة تشكيل حكومة اغلبيه هو حديث تناوله الكثيرين، والمراهن عليه من الخصوم هو سحب الثقة عن الحكومة،والتحديات تعصف بالبلد وبناء العراق الجديد بالصورة التي ترتقي إلى مستوى طموح الشعب لا يمكن انجازها في ظل وجود تحديات وتزمت بالآراء وإصرار على التعامل مع هذه الأزمة الخانقة بعقلية الجلاد والضحية...ومما لاشك فيه انه سيقود العراق إلى نفق مظلم والخروج منه لن يكون بسيطا وما يؤمن به البعض من ادعائهم بأنهم يمثلون أرادة جماهيرهم التي ائتمنتهم على أصواتهم هي دعوة نبيلة ولا تخلوا من صدق ولكن الحقيقة التي لا يعرفها أصحاب هذه الشعارات أن الجماهير صوتت بأمل إيجاد مخرج للمأزق السياسي لا تعقيد واليوم لو نطق الشعب وقال كلمته لسمعنا صيحات تختلف عن تلك التي كانت تصدر منه قبل الانتخابات فلقد لاح في الأفق أن الجماهير عرفت أن هناك تناقض كبير بين وعود ما قبل الانتخابات وشعاراتهم وبين التطبيق على ارض الواقع ،و بناء البلد لم يعد هدف من يمثل الحكومة والبرلمان اليوم ولا يهمهم ما سيكون مصير الشعب المظلوم وهم بذلك يضعون حبل المشنقة حول رقابهم ليعلنوا أنهم سينتحرون سياسيا لتبحث الجماهير عن غيرهم وبدون رجعه ونحن نأمل من الجميع ان يعيد حساباته السابقة لأنها وبلا شك خاطئة ومبنية على رؤيا أحاديه منفردة لا يمكنها ان تمثل رأي الشعب كله الذي سئم المجازفات الغير مدروسة...
https://telegram.me/buratha