سعد البصري
إن الأحداث الكثيرة التي تجري يوميا في العراق من قبيل استمرار العمليات الإرهابية ووقوع جرائم الاغتيالات والقتل والسيارات المفخخة ، بالإضافة إلى العبوات اللاصقة وجرائم النصب والاحتيال والسطو المسلح وغيرها من الجرائم التي تعتبر التقاطعات والمناكفات التي تحدث الان في المشهد السياسي العراقي واحدة من أسباب زيادة وتيرتها وعودتها بشكل منظم وجديد إلى الظهور ، لا يقع اللوم والإخفاق في احتوائها وتقليص حجمها إلى ما يحدث في المشهد السياسي بين بعض الكتل السياسية العراقية ( أي ليس على السياسيين يقع اللوم وحده ) بل إن القسم الأكبر من هذه الأحداث تقع مسؤولية عودتها وانتشارها إلى ركاكة وهزالة الملف الأمني ، وعلى وجه الدقة من هم قائمين على هذا الملف . واقصد هنا ليس المسؤولين في الوزارات الأمنية فقط بل إن أكثر اللوم يقع على من هم مسؤولين ميدانيين أكثر من غيرهم باعتبار إن هؤلاء هم من يشاهدون ما يجري على الارض ، وبذلك لابد إن تكون حساباتهم محسوبة بدقة وبشكل يتلائم وما يحتاجه الشارع العراقي من وضع إستراتيجية معينة للحيلولة دون تنفيذ الجماعات الإرهابية المسلحة لمخططاتهم . فاذا فرضنا إن العراق لا توجد فيه حكومة فهل على من في الجهاز الأمني أو من وجد نفسه ضمن القائمين على الملف الأمني إن ينتظر حتى تكون هناك حكومة أم إن عليه إن يمارس واجبه ومسؤولياته ويؤدي التزاماته أمام ربه وأمام شعبه وأمام ضميره . ولكن القادة الأمنيين الميدانيين للأسف الشديد نسوا أو تناسوا ما ينبغي عليهم تجاه أبناء بلدهم . مما يلقي باللوم عليهم أكثر من غيرهم حيث إن السياسيين لا يعلمون ما يدور في الشوارع والأزقة أكثر من الذين هم في تماس مباشر مع الأحداث لان لديهم ما يلهيهم أكثر وهو مصالحهم الخاصة ..؟! أما من هو موجود في بالقرب وعلى احتكاك مع المواطن ويرفع شعار ( القوات الأمنية ( شرطة وجيش ) في خدمة الشعب ) هو من تقع عليه طائلة اللوم أكثر .؟
https://telegram.me/buratha