المقالات

الدستور العراقي بين النظرية والتطبيق.

731 14:40:00 2011-08-22

بقلم (مصطفى ياسين)

الدستور الذي خطته أيادي عراقيه مستفيدتا من تجار العالم الناجحة،وصوت عليه اغلب الشعب العراقي مع تبني الكثير من الكتل السياسية مشروع محاولة إسقاطه،وهي اليوم وتحت نظرية الأمر الواقع تؤمن به وتدعوا لاحترامه،و الأيام تمر بسرعة لتقضم الأشهر والسنوات،وما زال العراقيون يتطلعون لرؤية دولة رصينة تحترم القانون وهو السائد فيها مضمونا وتطبيقا،لا شعارات وكتابات لا تنفع ألا للاستهلاك الإعلامي وحسب،دولة مؤسسات قائمة وان زالت الحكومات ،تؤمن بقوانين المواطنة الصالحة،والتعايش والتداول السلمي للسلطة،بعيدة كل البعد عن تحكم الحكومة فيها،لها دستورها وهو المرجعية السياسية لحل الإشكاليات والنزاعات...لقد استطاع العراق خلال السنوات الماضية من التكيف مع الظروف التي عصفت به إلى درجة كبيرة ،مع كل التحولات الكبرى التي أحاطت به ، وتجاوزت شعبه الكثير من المشكلات ،وأحدث تقدما نوعيا في الجانب الأمني والسياسي والاقتصادي ،وهذا بفعل أرادة الشعب،لا صنيعة الحكومة، فتحول العراق من الإطار ألتنظيري الاستراتيجي وتطبيقه إلى سلوك وأداء فأحدث انقلاب في مسارات التغير مما عكس ذلك عليه وتنغمه مع معطيات المرحلة الحالية بما يضمن نجاح العملية السياسية وخلق نوع من التوازن وهذا يكون في سياق إنهاء كل المشاكل الطائفية والعنصرية عن مضامين النظام الجديد،ولا بد من قراءة الأوضاع بصورة واضحة وعبر رؤية تحليلية تحدد كل الإبعاد ليتم رسم خارطة أفاق المستقبل كون البعض لا زال يقف عند الحدث ولحظته الراهنة ويستنبط الأحكام الارتجالية التي تكون في الأعم الغالب غير دقيقة وغير صائبة وعليه فأننا نسعى كشعب لإخراج البلد من الفصل السابع ، أذان العراق يحتاج من الدول الإقليم أن تنأى بنفسها عن الساحة العراقية وعدم استخدامه كحلبة للسجالاتهم ومزايداتهم السياسية ، وعلى حكومات الجوار العراقي توفير أفضل الظروف والأجواء لجعل العراق طريقا ومعبرا للتلاقي الحضارات أكثر من أن يكون طريقا للتصادم واستثمار الوقت لتعزيز الجهد العربي لدعم العراق وتعزيز أمنه واستقراره فان الدبلوماسية العراقية اثبت ضعفها وعدم استطاعتها من اخذ دورها الحقيقي وقدرتها في التصدي واتخاذ القرارات الحاسمة إذ ما استوجبت الأحداث التي لا زلنا ندفع استحقاقاتها منذ التغير ولحد ألان كما لابد من تكثيف الجهود لإعادة فتح البعثات العربية وإرسال وفود لتعزيز التواصل العربي مع العراق حكومة وشعبا.أن انعطافة الأحداث السياسية لبناء دولة المؤسسات الدستورية الفاعلة يبدأ من حث الدولة لتحمي المواطن لا تحمي النظام وتبديد الهواجس والتجاذب لبعض القوى من خلال تقنين العلاقة بين القوى السياسية الفاعلة للوصول إلى مسارات مشتركة تقوم التماسك والتلاحم وبالتأكيد فان هذه المشتركات تفعل أجواء المصالحة الوطنية وتوقف الحركات الإرهابية والنشاط المسلح فالأعمار والبناء وخروج القوات المحتلة قد ارتهن ببناء النسيج الداخلي وصولا إلى الأهداف العليا لبناء العراق الجديد.ليتحقق بعد ذلك سيادة كأمله لشعب يعشق الحرية ويدافع عنها بكل ما واتيه من قوة وعزيمة وهذا التصور العام يحتاج الى مقدمات فعلية للوصول إلية ومن أهمها أطلاق رسائل ايجابية للمواطن من خلال القرارات التي تصبوا لتقديم الأفضل للمواطن،وترسيخ حقوقه و معرفتها ليتمكن من الدفاع عنها والحفاظ عليها وجميع ما ذكرناه هو مرهون بالتطبيق الفعلي لبنود الدستور العراقي وحمايته من استغلال البعض أليه عبر صفقات مزدوجة بعيدتا عن روح الوطنية المخلصة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك