حميد الموسوي
أقدّر لك ياسيدي ان تولد رافضا ً وتعيش ثائرا ً وتموت شهيدا ً؟!.رفضت اصنامهم جنينا ً .. ثرت على طغيانهم ووثنيتهم صبياً.. حاربت احزابهم شابا .. وقاومت منقلبيهم ومارقيهم وناكثيهم وقاسطيهم كهلا .. حتى لقيت ربك مضرجا ً بدمك في اقدس محاريب الله ساجدا وسيف جهادك مضطجعا يعيد تسابيحك مكررا تكبيرك وتهليلك جاهرا ببسملتك.رافقتك المظلومية صبيا حين كان اهلك يجبروك على وضع [الذرور] في عينيك مع انهما بريئتين لكن اخاك عقيلا صاحب العينين المريضتين يرفض هذا العلاج الحارق إلاّ بعد ان يضعوه في عينيك ويسمع صراخك من حرقة الدواء .وحين كان اخواك الكبير والاوسط يتشاجران ويتضاربان كان المغلوب منهما يثأر لهزيمته منك فيوسعك ضربا ً ليذهب غيضه مع انك بعيد عن شجارهما . وامتدت هذه المظلومية لتحرم نفسك من كل مباهج الحياة وملذاتها حين قرضتها على نهج اخيك روح الله وكلمته المسيح عيسى ابن مريم .وعلى امتداد مسار الرسالة المحمدية ... كنت الفدائي الاول ومؤدي الامانات ، وحامل اعباء الرسالة وثقلها الذي كانت تنوء به الجبال .. انت لواؤها ونبراسها ومتراسها .اتون حروبها ومبلغ نهجها . اي اعصار تصدى ماكنت بمواجهته؟اية موجة طاغية ماكنت راكبها ؟اي طوفان ماكنت سدا له ؟اية ريح هوجاء عاتية ماكنت كابحها ؟اي سيل عرم ماكنت متحديه ؟ عجبا ً كيف استثنوك وانت الماء .. وناصبوك وانت الهواء .. كيف رفعوا بوجهك المصاحف وانت القرآن الناطق .. كيف قابلوك براياتهم البائسة وانت علم الهدى وراية التوحيد وتكبيرة الاحرام ؟وكيف قرنوك بمستنقع وانت دجلة والفرات وكل انهار الله وبحاره وعيونه وينابيعه؟.لاشك انه العقاب الالهي لهذه الامة التي انقلبت على نبيها فسلب الله توفيقه منها وأوكلها الى نفسها لتعيش متخبطة مذلة محرومة من بركات اهل بيت النبوة وفيوضاتهم فتلقى ربها مأثومة بدمائهم الزاكيات الطاهرات .سلام على انفاسك العذبة مداعبة ومعطرة جدران كعبة الله وبيته الحرام ..سلام على دمائك الطاهرة معفرة محراب الكوفة بيت الانبياء والصديقين ..سلام على اصدق [فزت ُ] دوت في الخافقين لاتليق إلاّ بك ..ياسيد الوصيين .. ياصدّيق الامة وفاروقها وذا نوريها ...يــــا نــبــأ الله الــعــــظــيــم.
https://telegram.me/buratha