عيسى السيد جعفر رئيس مجلس إدارة جريدة البينة
شنت القوات التركية هجوما واسع النطاق على مواقع حزب العمال الكوردستاني(ب ك ك) في قرى المناطق الحدودية من إقليم كوردستان العراق، وشمل الهجوم الذي يعتبر الأعنف منذ سنوات هجمات بطائرات الهيلكوبتر الحربية والقصف المدفعي والصاروخي إستهدفت 124 موقعا، وتسبب الهجوم بأضرار فادحة للقرى العراقية وتدمير في البنية التحتية ومنها نسف أحد أهم الجسور في قضاء العمادية الذي دمر بالكامل...وبغض النظر عن عدم شرعية وجود قوات حزب العمال الكوردستاني على الأراضي العراقية، إلا أن عدم الشرعية هذه ينسحب أيضا على عناصر حزب "بيجاك" الكوردي المناويء لإيران، والذي تتخذ عناصره من المناطق الحدودية الكوردية المحاذية لإيران منطلقا لهجماته ضدها.. ونشير الى أن إيران أيضا ضربت طوال الشهرين الماضيين مصادر التهديد التي يشكلها حزب "بيجاك" الكوردي لأمنها..غير أن اللافت في الموضوع ليس الأحداث بحد ذاتها، فهي أمور تحدث دائما في البلدان التي بها مشكلات من هذا النوع، لكن اللافت هو مواقف القيادات السياسية العراقية وخصوصا تلك التي لها مواقف مسبقة من إيران، فقد أقامت الدنيا ولم تقعدها إزاء تصرف إيران برد مصادر التهديد لأمنها، وصدرت العديد من البيانات والتصريحات التي تعبر عن رفض الموقف الإيراني، مع أنه موقف يجد في بعض جوانبه مثله مثل الموقف التركي مسوغاته، فما من بلد في العالم ينتظر منه أن يقف موقف المتفرج على التهديدات المباشرة والمكشوفة لأمنه الوطني، لكن هذه القوى التي نددت بموقف إيران صمتت صمت القبور عن الهجمات التركية التي بالمقاييس الحربية هي حرب غير معلنة...إن هذا الموقف الإنتقائي يعبر عن مكنون هذه القوى وتبعيتها وذيليتها وعدم مصداقية إدعائاتها الوطنية..إننا كممثلين للرأي العام ندين بقوة الموقف التركي وندعو أنقرة الى أن تراجع نفسها وتسلك سبلا أخرى غير هذا السبيل المدمر للعلاقات القوية بين الشعبين العراقي والتركي، وأول ما نطالبها به أن تنظر بعين المسؤولية الى مطالب الكورد الأتراك فهم لم يحملوا السلاح ضد الحكومة التركية بطرا، ولكن لديهم مطالب يفترض البحث فيها كمدخل للحل، ونطالبها أن لا يكون الحل بتدمير القرى العراقية وبنيتنا التحتية، فهي عربدة لن تؤدي الى ما فيه خير الشعوب المتجاورة.. وبعين الوقت نطالب الحكومة العراقية بإتخاذ موقف حاسم بإخراج كل التنظيمات المسلحة التي تتخذ من الأراضي العراقية منطلقا ومثابات لتهديد أمن البلدان المجاورة، فنحن شعب يريد أن ينصرف الى تضميد جراحاته،ونريد أن نعيش بأمن وسلام، لا أن نكون مصدرا لتهديد الآخرين..
https://telegram.me/buratha