المقالات

ذات المقدمات والنتائج

596 10:08:00 2011-08-24

عادل الجبوري

طاغية اخر من كبار الطغاة في عصرنا سقط وانهار وانتهى غير مأسوف عليه الى غير رجعة .. انه الزعيم والقائد والاخ العقيد معمر القذافي زعيم الجماهيرية الليبية الاشتراكية العظمى!!..ربما يصبح في خبر كان قبل ان تصل هذه السطور القليلة الى القاريء الكريم.. قبل القذافي سقط صدام.. لتكون محطات مسيرته البائسة بعد السقوط جحر الجرذان، وزنزانة الاعتقال ثم حبل المشنقة. واتى الدور بعد ذلك لطاغية اخر هو زين العابدين بن علي، الذي ربما حالفه الحظ واستطاع ان يفلت ليجده من يأويه.. ليصل الدور على فرعون مصر.. ويجد نفسه بعد ان كان يصول ويجول هو وابنائه وحاشيته وزبانيته ويتحكمون برقاب ومصائر ملايين الناس، ليجد نفسه خلف القضبان ممدا على سرير المريض-او التمارض- لافرق في ذلك.كل المؤشرات والمعطيات تذهب الى ان مصير القذافي لن يكون افضل من اسلافه الطغاة العرب، بل اغلب الظن سيكون مصيره اسوأ بكثير من مصائرهم.لم تختلف الشعارات الرنانة والطنانة التي رفعها القذافي عن شعارات صدام وزين العابدين بن علي ومبارك، ولم تختلف كذلك ممارساتهم وسلوكياتهم الدموية والاجرامية، ولم تختلف المسارات والمسالك المظلمة والمقفرة التي دفعوا فيها شعوبهم وبلدانهم، لترزح تحت وطأة المزيد من التخلف والجهل والفقر والحرمان، في ذات الوقت الذي كانت تزداد سطوة هؤلاء وابنائهم ونسائهم وحواشيهم، قتلا وتنكيلا ونهبا وسلبا ونصبا واحتيالا، يماثل ما تقوم به عصابات الجريمة المنظمة وقطاعي الطرق، ومافيات السلاح والمخدرات.اين العراق العظيم الذي كان يتغنى به ليل نهار المقبور صدام، وماذا تبقى منه سوى الخراب والدمار والمقابر الجماعية وجيوش الارامل والايتام والمعوقين والمحرومين والمضطهدين.وماذا سيخلف القذافي لجماهيريته العظمى اكثر مما خلفه صنوه ومثيله صدام. وما الذي سيخلفه علي عبد الله صالح لليمن السعيد، الذي غاب عنه أي مظهر من مظاهر السعادة..المشكلة الحقيقة ان الطغاة والمستبدين لايتعظون من مصائر اسلافهم رغم انهم يدركون تمام الادراك انهم يسيرون بنفس الطرق التي سلكها من سبقوهم..ان سقوط نظام القذافي بالطريقة التي انتهى بها.. واحتمالات وقوعه تحت قبضة العدالة.. يعني ان الشعب الليبي والعالم يمكن ان يشاهده بعد وقت قصير واقفا خلف القضبان .. ليطلق ما تبقى له من العنتريات والحماقات، او يستجدي العطف .. ولكن دون جدوى ... فالصفحة التي فتحت قبل اثنين واربعين عاما اغلقت الان او تمزقت واحترقت.. انها رسالة بليغة اخرى لابد ان يقرأها فيها من يعنيهم الامر بتمعن وأهتمام.. علهم يستطيعون تجنب ذات المصير الاسود.... واذا كانت المقدمات واحدة فمن الطبيعي جدا ان تكون النتائج واحدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك