بقلم ( مصطفى سليم)
التقرب من الأعلاميين دلالة الفشل.. بقلم ( مصطفى سليم)بين الفينة والأخرى تصاب الحكومة بنوبة من الصحوة المؤقتة لتستقطب شريحة من الشرائح المؤثرة وحسب اعتقادها في رسم القرار والتأثير على الصورة المرئية من قبل الناظر لها،ويبدوا ان رئيس حكومتنا الموقر اكتشف أخيرا انه بحاجة الى التقرب من الإعلاميين والصحفيين واستمالة قلوبهم،وكما كان يفعل سابقا مع شيوخ العشائر و الرياضيون والعسكريون...الخ، ليدعو شريحة محدودة على مأدبة إفطار خلال شهر رمضان الخير والبركة،ليتناول الحديث معهم حول أمكانية دعم الحكومة للأعلام و الإعلاميين متمنيا ان يستطيع من تلبية طلباتهم المتنوعة وهي محاولا لاستمالة قلوبهم والتأثير على رسالتهم الإعلامية الحرة والمستقلة لتتحول الى أعلام السلطة و كما يحدث اليوم في الأعلام الرسمي للبلد،و قراءة في إحدى الصحف هذه المقالة:- قال احد الفلاسفة(اعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا) وصاحب المقال يقول (اعطني أعلاما حرا ومستقلا أعطيك بلدا ديمقراطيا) هذا هو مفهوم الأعلام الوطني المستقل ودوره في تطور الحياة بمختلف اتجاهاتها . فهل نحن في العراق الجديد نمتلك هذه الأداة لنستطيع من خلالها أن نبني العراق الديمقراطي الموعود؟.وأقول الأعلام في بلدنا سلعة تباع في أسواق السياسيين تصنع ما يؤمن به الساسة لا ما يؤمن به الإعلامي المهني أما المحسوبين على الأعلام فما أكثرهم وما اقل حياءهم،يسوقون المهنة على أنها بضاعة رخيصة ويقللون من مقام من يمتهن الحقيقة شعاره ويحاصروه ليجبروه على الركوب معهم في مركب الخداع والأكاذيب،وما اقل من تأبى أخلاقه المهنية على رفض تلك الجريمة البشعة ..و الإجابة على مثل هكذا تساؤل يتطلب الخوض في غمار معنى الأعلام المستقل ومتطلبات هذا الأعلام وكيفية صنعه والعمل به،و أن الأعلام المستقل لا تصنعه مجموعة أحزاب متناقضة الرؤى والمصالح والاستراتيجيات مهما امتلكت من أدوات ماديه وبشرية للحصول على أحدث التقنيات الحديثة في وسائل الاتصال الجماهيري بقدر ما تمتلك من رؤى وأهداف وطنية غايتها النهوض بهذا البلد من خلال خلق أعلام وطني حر مستقل لا يرضخ للضغوط والتأثيرات ذات المدلولات المصلحية الضيقة وبالتالي يسيس الأعلام لخدمة مصالح الأفراد لا مصلحة البلدان ويصبح بعد ذلك مركبا دفة قيادته بيد من يترأس الحكومة و في أي زمان...
https://telegram.me/buratha