حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
لا اعلم لماذا كلما قلنا بأنا بدأنا نقترب من برلماننا العراقي ( الموقر ) يبدأ هو ويبتعد عنا أضعاف ما ندنو منه . فكل مرة نمني النفس بان البرلمان العراقي والبرلمانيون الكرام بدأوا يأخذون على عاتقهم تفعيل عملهم بالشكل الذي ينتظره منهم الشعب العراقي ، ولو بالمستوى الأدنى من هذا التفعيل . فالعطل الطويلة الايفادات الكثيرة والإجازات المرضية والتلكؤات الكثيرة والامتيازات الأكثر هي من جعلت المواطن العراقي يحس بان البرلمان الذي انتخبه رغما على الأعداء والإرهابيين بعيد عنه ولا يبلي طموحاته . فالشعب العراقي يبحث عمن يثق به لان ما يريده الشعب ليس بالشيء الكبير ولا هو معجزة .. بل يريد المواطن من السادة البرلمانيون الذين من المفروض أنهم يمثلون المواطن إن ينظروا إليه بعين المصلحة الوطنية كون المواطن العراقي يمثل جزءا كبيرا من هذه المصلحة ، وليس مصالحهم هم فقط . فالبرلمان والبرلمانيون للأسف الشديد لم يقدموا أي مبادرة طيبة خلال شهر رمضان المبارك للمواطن العراقي كما أنهم لم يجلسوا ويصوتوا ( كما يصوتون على تمرير الصفقات المدبرة فيما بينهم ) على إن على الحكومة العراقية إن تفي للمواطن العراقي بما وعدته خلال الفترة الماضية ، وتقدم له شيئا هو من حقه ومن ثروات أرضه التي انعم الله بها عليه . وهي ليست حكرا ( أي ثروات البلد ) على السياسيين وإذنابهم وعوائلهم كما حدث قبل أيام من قبل رئاسة مجلس النواب ( الموقر ) حينما صرفت مخصصات لنفسها قدرها 350 مليون دينار كمكافئة رمضانية صرفتها رئاسة البرلمان لنفسها . هذا المبلغ الذي قسم الى 150 مليون دينار لرئيس البرلمان أسامة النجيفي و100 مليون دينار لنوابه قصي السهيل وعارف طيفور . مما أثارت هذه الخطوة ( الغريبة ) بصرف هذا المبلغ الكبير كمخصصات ( مكافئة رمضانية ) عن الجهد الاستثنائي الكبير الذي قامت به رئاسة البرلمان .. ؟؟!! ـ أثارت ـ حفيظة عدد من النواب الذين ابدوا استيائهم لعدم شمولهم بهذه المخصصات . ليس لان الشعب غير مشمول بمكافئة العيد ، فهو لا يستحق . أو ربما لم يقم بالجهد الذي قام به رئيس البرلمان ونوابه . بل لأنهم ( أي النواب ) لن تكن لهم حصة بهذه الكعكة . فبالله عليكم أي برلمان هذا وأي برلمانيون من يضعون مصلحتهم ومنفعتهم قبل وعلى حساب أبناء بلدهم .
https://telegram.me/buratha