المقالات

التقييم الموضوعي للتجربة العراقية

690 08:07:00 2011-08-25

عادل الجبوري

مهما كانت السلبيات والاخطاء ومكامن الضعف والخلل والنقص والقصور في التجربة الديمقراطية العراقية الجديدة التي لم تتجاوز بعد عقدها الاول، فأن هناك بلا شك جوانب ايجابية ومشرقة وتبعث على التفاؤل، ويمكن ان تكون اساسا وحافزا لمواجهة المصاعب والاخطار والتحديات والتغلب عليها، ومواصلة مسيرة التقدم نحو الامام.ومثلما يقولون ينبغي (النظر الى نصف الكوب المملتيء وليس الى نصف الفارغ فقط).رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم تحدث بهذا المعنى في لقائه يوم الاثنين الماضي بعدد من الصحافيين والكتاب والفنانين والاكاديميين الاتراك ومن جنسيات اجنبية اخرى، اذ دعا في معرضه حديثه امام زائريه الى "الى التركيز على الجوانب الايجابية في الواقع العراقي، منتقدا تركيز وسائل الاعلام على نقل صور الصراع السياسي والتفجيرات الارهابية بأعتبار انها الصورة الوحيدة في العراق، تاركة الصورة الاهم المتمثلة بالحياة والعمل والتطور والتي تسير رغم كل الصعاب".صحيح ان العراق شهد بعد الاطاحة بنظام البعث الصدامي في ربيع عام 2003-ومازال يشهد حتى الان-ظروف واوضاع صعبة ومعقدة الى حد كبير في الجوانب السياسية والامنية والحياتية، لكن تلك الظروف والاوضاع الصعبة والمعقدة لاتمثل الصورة الكلية للواقع، بل انها جزء من ذلك الواقع، فالانجازات التي تحققت خلال الاعوام الثمانية المنصرمة على الاصعدة السياسية والحياتية والثقافية والاقتصادية في العراق تستحق التوقف والاهتمام وتستدعي قراءات وتقييمات موضوعية، مأخوذا بنظر الاعتبار حجم وطبيعة المخاطر والتحديات التي واجهها العراقيون، وقسم غير قليل منها يعد من مخلفات واستحقاقات الحقبة المظلمة السوداء التي امتدت لثلاثة عقود ونصف حفلت بالكثير من الكوارث والماسي والويلات التي قلما تعرض لها بلد من بلدان العالم في العصر الحديث.وتبدو رؤية السيد الحكيم تمتاز بقدر كبير من الواقعية على ضوء المعطيات القائمة على الارض والمرتسمة في الافق. فالعراق سيتحول الى قوة اقليمية لما يمتلكه من ثروات وامكانيات اذا ماعالج مشاكله الداخلية، وانه قطع اشواطا في مجال التنمية واخذ يطور منشآته النفطية والصناعية والزراعية وسيستعيد دوره التاريخي في فترة قصيرة، اذ انه يعتبر اليوم نموذجا في الديمقراطية وقدوة يقتدى به لاشقائه العرب، والاحرى بألاشقاء العرب ان يستفيدوا من تجربة العراق في كتابة الدستور والنظم الانتخابية على خلاف ماكان ينظر اليه على انه غارق في المشاكل والحل كان في الدكتاتوريات التي حكمته طيلة عقود من الزمن. للاسف فأن النهج التضليلي الذي اتبعته الكثير من وسائل الاعلام العربي والاجنبية في تعاطيها مع الشأن العراقي رسم صورا سودواية قاتمة، غابت عنها تماما المنجزات والمكاسب والايجابيات، وهذا ما يتحتم معالجته واعادة النظر فيه، لاسيما وان رياح التغيير الديمقراطي التي انطلقت من العراق قبل سنين وصلت بلدان عربية اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2011-08-25
التجربة العراقية ستفشل طالما تسير بعفى الله عما سلف او مايسمى بالعفو
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك