المقالات

حينما تطير الفيلة..!

1026 08:08:00 2011-08-26

مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش

من لحظة التسليم بأن الوهم يمكن أن يحل محل الحقيقة..ومن نقطة امتزاج الصدق بالكذب تبدأ التعاسة.."أشعب" واحد من ظرفاء العرب، وربما هو شخصية غير حقيقية لكنه يوصم بالطمع والكذب والغباء، وهي صفات لا يمكن إجتماعها في شخص واحد، لكن الحكواتية جمعوها لأجل إمتاع السلاطين.. أشعب كان يكذب ويصدق نفسه،..ومثل "أشعب" ما يجري على ألسنة مسؤولين كبار في دولتنا، وإزائهم يبدو "أشعب" كذابا صغيرا، ومن المحتمل أن "أشعبا" سيصاب بالجنون لو تأتى له أن يعيش في عصرنا هذا، ووجد أن المسؤول الكبير عندنا يكذب. فيصدقه الناس، ويسارعون إلى تبجيله وإضفاء صفات المجد عليه.. أيبقى في رأسه شيء من عقل؟!..أعطوني مسؤولا كبيرا واحدا لم يكذب علينا وخذوا نصف عمري، أما النصف الثاني فسأقايض به الحقيقة المتبقية، لأنجو من هذا الواقع المؤلم الذي أركسنا فيه الكذابين ـ أو الكذابون ـ بالضم بالواو كما يقول النحاة أثبت وأوقع !.. أم أنه سيسارع بالاختباء في قبره..طلبا للنجاة هربا من سخريات هذا الزمان الذي إمتطى ظهورنا فيه مسؤولون ـ أو مسؤولين ـ بالكسر بالياء كما يقول النحاة أضعف وأقل ثباتا ـ : هذه مشيجيخة لا يعرف مغزاها إلا هو تعالى والراسخون بالنحو..!..فما إن طرحت على الملأ موضوعة الترشيق حتى بات علينا أن نصدق معجزات بعض المسؤولين الذين أستمرأو الكذب لدرجة الإدمان، ونقر لهم بالخوارق التي تبثها آلة إعلام نالت شرف الإنتماء لقبيلة المهرجين بلا منافس، ونعني بها قبيلة سكان مكاتبهم الإعلامية خبراء "اليلخ"* التي "تطير فيلة" و"تهفي كباب"..فقد كنا نظن أنهم سيتوارون خجلاً من التشوهات التي أحدثوها في حاضرنا، ويكتفون بما أحدثوه فينا من قنوط وتقلص خيارات المسحوقين، فأوصلونا الى الحالة الصفرية،حيث تتساوى خيارات المقهورين بين الموت صمتاً والموت علناً!... لقد أكلونا من هذا الفك الى هذا الفك، ورمونا عضاما ثم باعونا...ومع أن لا مكان للمعجزات في حياتنا المعاصرةلأنها انقضت مع الأنبياء.. ولا أنبياء في هذا الزمان الذي تسلط عليه الدجالون والكذابون.. لكن معجزات مؤسساتنا فاقت معجزات الأنبياء...*اليلخ:مفردة جنوبية تعني الكذب..!كلام قبل السلام: لقد باع أخوة يوسف عليه السلام أخاهم بثمن بخس..لأنهم أرادوا التخلص منه.. للاستحواذ على الأب جملة وتفصيلا.. والنتيجة هي أن رموه في البئر.. واتهموا الذئب بالجريمة!!سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك