عبد الناصر السهلاني
مغالطات محمد الهاشمي في الحوار الصريح
ها قد ازف شهر رمضان المبارك على الرحيل ومنذ بدايته بدأ محمد الهاشمي في قناته (المستقله) حمله جديدة على التشيع والشيعة ومراجعهم الكرام باسلوب اتبع فيه الكثير من التدليس والمغالطات ومن المؤسف ان الشخصيات التي تحاور من طرف الشيعة لم تلتفت الى هذا الامر مع تقديرنا العالي لهذه الشخصيات في الدفاع عن اهل البيت وشيعتهم الا انهم انساقوا وراء مخطط الهاشمي المشبوه فاستسلموا من غير قصد الى منهجيته التي اتبعها والتي على اساسها يضع المحاورين في موضع الدفاع دائما وكأنهم في قفص اتهام ، وفي استعراض بسيط لمنهجيته التي اتبعها نرى عدة امور منها:الاول: هناك عدة مقدمات مطوية (كما يقول علماء المنطق) أي مخفية قد استند اليها الهاشمي في جعله كتاب نهج البلاغة هو الاساس لاحتجاجه على الشيعة بمدح الصحابة وعدم قول الامام علي (ع) ان الحق لي في الخلافة بعد الرسول (ص) وهذه مقدمات فاسدة فالمقدمة الاولى التي انطلق منها الهاشمي هي ان كتاب نهج البلاغة بكل مافيه يصلح لالزام الشيعة لانه صحيح عندهم، وهذا غير صحيح ولم يقل به عالم من الشيعة فكل رواية لها حسابها من حيث التصحيح والتضعيف.والمقدمة الثانية (المخفية) هي ان كلام الامام علي (ع) محصور في نهج البلاغة فاذا لم نجد لعلي (ع) كلام يشير به الى حقه في الخلافة فيعني انه لم يقل ذلك مطلقا . وليس من الغريب ان يغالط الهاشمي بهذا الشكل ولكن الغريب قبول المحاورين بهاتين المقدمتين وبدأهم الحوار على اساس ذلك وهو اساس خاطئ لا يوصل الى نتيجة صحيحة ، ثم انه لو تنزلنا ووافقنا على طرح الهاشمي فانه يستطيع الافلات من أي الزام له فلو اتعب المحاورين الشيعة انفسهم اياما وليالي لابراز الحق من الشقشقية وغيرها من خطب وكلام الامام (ع) الواضحة الدلالة على حقه لكان الجواب حاضر عند الهاشمي وامثاله وهو عدم اعتبار نهج البلاغة عندهم بل هو من باب الالزام للشيعه ، فأين هذا الامر من حساب الاخوة المحاورين (حفظهم الله تعالى).الثاني: المغالطة التي كررها الهاشمي مرارا وتكرارا وهي ذكره لحديث ينقله الشيخ الكليني (قدس سره) في كتاب الكافي عن ردة الناس بعد النبي الا ثلاثة وهو حديث الامام الباقر (ع): ((ارتد الناس الا ثلاثة نفر سلمان وابو ذر والمقداد ....)) فانه عندما يقارنه بمجموعة من الكلام الذي ينقله الشريف الرضي عن الامام علي (ع) ويخيل للناس بانه يناقض ويتصادم مع حديث الكليني عن الباقر (ع) في الكافي. فانه يقول قال الكليني وقال الامام علي (ع) ويردد السؤال على المحاورين لكي يحرجهم ويوهم المشاهدين فان كان هناك تناقض بين الحديثين بالتأكيد ستترجح كفة الامام علي (ع) على الكليني، مع ان السؤال يجب ان يكون باحدى طريقتين وهي اما ان يقال: قال الامام الباقر(ع) وقال الامام علي(ع)، واما ان يقال قال الكليني وقال الرضي، فاما ان تكون المقارنة بلحاظ من صدر عنه الحديث واما بلحاظ من نقل الحديث. لا بالطريقة التي دلس بها الهاشمي على الناس فاذا اردنا ان نستعمل طريقة الهاشمي يمكن ان نعكس المسأله ونقول: قال الرضي وقال الباقر(ع) فان الكفة ستميل الى الامام الباقر(ع)، وهذه المغالطة الواضحة لم يلتفت اليها الاخوة المحاورون ايضا مع الاسف الشديد، وانا على يقين بان الهاشمي ملتفت اليها لانه لو جعل المقارنه بين كلام الامام الباقر(ع) وكلام الامام علي (ع) لم يصل الى مبتغاه وهو الطعن باحد اهم كتب الطائفه الشيعية وهو كتاب الكافي والنيل من مؤلفه الشيخ الكليني (قدس سره) لكي يوهم عوام الشيعة بفساد عقيدتهم. ويستعمل اسلوبا غاية في البؤس فانه يريد من المحاورين ان يتهموا الشيخ الكليني لكي يثبتوا بانهم يحبون الصحابه وكذلك يسقطوا كتاب الكافي عن الاعتبار بسبب حديث الردة هذا الكتاب الذي ينقل لنا الالاف الاحاديث عن اهل البيت(ع) فعلى عقله العفا.الثالث: مشكلة الوقت، فان الهاشمي يحاول ايهام المشاهدين بان الوقت ممنوح للشيعة اكثر من السنه فانه يأتي بثلاث محاورين من الشيعة مقابل واحد من السنة مع ان نفس الهاشمي هو المحاور الثاني من السنة ويأخذ في اقل التقادير نصف وقت البرنامج بتعليقاته والنصف الآخر للمتحاورين الذي يأخذ منه محاور السنه حصته ، هذا بالاضافة الى كثرة مقاطعات الهاشمي للمحاورين الشيعة ، فالمحصلة تكون في اغلب الحلقات ثلاثة ارباع الوقت للهاشمي وضيفه السني وربع للمحاورين الشيعة ، فكان المفروض من الاخوة المحاورين الشيعة (حفظهم الله) ان يشترطوا على الهاشمي العدالة في الوقت والا فلينسحبوا افضل من ان يجعلوا افكارهم ناقصة بسبب الوقت ويبقى عوام الشيعة في حيرة مما يطرحه الهاشمي من شبهات وتدليس لايجدون ردا عليها.الرابع: افساحه المجال لنكرات وحثالات للتطاول على المرجعية الدينية وبالخصوص سماحة السيد السيستاني (دام ظله) ومقابل هذا نرى دفاعا خجولا من قبل المحاورين الشيعة لا يرقى الى ما هو مأمول من باحثين وعلماء يرون مرجع الطائفة الذي يرجع اغلب الشيعة في العالم الى تقليده يتعرض للتجريح بمحضرهم ، فهذا الهاشمي هل يجرأ ان يقول كلمة سوء واحدة بحق زعيم أي طائفة في العالم مثل بابا الفاتيكان او رئيس أي دولة صغيرة في العالم ؟ هو لا يجرأ باستثناء الطائفة الشيعية فالكلام فيها وفي مراجعها مباح!!!
https://telegram.me/buratha