خضير العواد
عندما نعيد الذاكرة للحاكمين اللذين حكما البلدين ليبيا والعراق , نلا حظ هناك الكثير من نقاط التشابه بينهما من الفردية في الحكم والقرارات المجنونة التي أخذت بالبلدين الى هاوية التأخر والأنحطاط في كل شئ , أي في جميع المجالات منها العلمية والأقتصادية والصناعية مما أدى الى تخلف البلدين عن الركب العالمي بل كأنهما بلدين من القرون الوسطى بأضافة الكهرباء لهما , كلا الدكتاتوريين دخلا في حروب مجنونة مع الدول المحيطة بهما فألعراق أعتدى على الجارة إيران ودخل معها حرب نيابةً عن دول الخليج والأمة العربية أستمرت لأكثر من ثمان سنين وكلفت العراق ملايين الضحايا والمعوقين والأيتام والأرامل وأنتهت الحرب الى لا شئ , ومن ثم الأعتداء على الجارة الكويت وكبّد العراق هذا الأعتداء ألاف الضحايا مع حصار أقتصادي أستمر لأكثر من أثنى عشر سنة أدخل العراق وشعبه في أزمة أقتصادية لم يمر فيها العراق طوال حياته , بالإضافة الى المعتقلات المملؤة بها البلاد والمقابر الجماعية والأعدامات التي جعلت العراق يخسر خيرة شبابه وعلمائه وكانت النتيجة السقوط المخزي ومن ثم النتيجة العادلة وهي الأعدام لمن روّع الشعب العراقي لعشرات السنين , وأما القذافي فقد تبع صدام في كل شئ فقد أعتدى على الجارة تشاد ودخل في حرب معها خسائرها يعاني منها الشعب الليبي لحد هذه اللحظة بالإضافة الى أشتراكه في العمليات الإرهابية التي دفع ضرائبها الشعب الليبي من أقتصاده وامواله بالإضافة للمشاريع الأرتجالية التي لم تدر على الليبين إلا الخسائر المادية والمعنوية كالنهر العظيم بالإضافة الى المعتقلات والسجون التي ملئت بالألاف من الشباب المثقف الليبي , وكانت النتيجة لحد كتابة هذه الكلمات مطابقة الى حد كبير نتيجة البعثيين في العراق وحتى خروج صدام في اليوم الأخير في الأعظمية لكي يطمأن أتباعه , خرج سيف الأسلام في طرابلس وطمأن أتباعه أيضاً وكانوا كلاهما في الكذب يشتركون , وحتى تمزيق الصور وضرب تماثيل الدكتاتوريين بالأحذية والنعلان وتهديم كل شئ له صلة بحقبتيهما, أي معانات الشعبين كبيرة من كلا الظالمين. ولكن هناك سؤال مهم ؟؟هل كانت ردة فعل الشعوب العربية وحكوماتها واحدة لكلا الشعبين المظلومين أم فيهما أختلاف ؟؟؟ , لاحظنا خلال هذه الفترة كيف أصطفت الشعوب العربية وحكوماتها تساند الشعب الليبي ومجلسه الأنتقالي مادياً وعسكرياً وأعلامياً بالإضافة للإعتراف بالمجلس الإنتقالي كممثل وحيد للشعب الليبي وأعطت هذه الشعوب وحكوماتها أسؤ العناوين على دكتاتور ليبيا القذافي وأعوانه , أما موقف الشعوب العربية من التغير في العراق فكان معاكساً للغاية من الموقف أتجاه الثورة الليبية , الشعوب العربية لم تعترف بمظلومية الشعب العراقي بل وقفت مع الدكتاتور صدام وألصقت فيه أجمل العناوين (سيد الشهداء),وأغلب الحكومات العربية لم تفتح سفاراتها في العراق إلا بعد سنين من التغير بالإضافة للإعلام العربي فقد وقف موقفاً سلبياً أتجاه الحكومة العراقية المنتخبة من قبل شعبها بإنتخابات قل نظيرها في العالم العربي والمنطقة وهذا الموقف مستمر الى يومنا هذا , لقد ساعدت الدول العربية وخصوصاً السعودية كل موقف او عمل سلبي أتجاه حكومة العراق وشعبه , وقد توغلت بالغي أتجاه الشعب العراقي عندما ساعدت الإرهابيين مادياً وعسكرياً وإعلاميا وبدأ هذا الإجرام قتلاً وتدميراً بالعراق وشعبه , والسعودية في كل يوم تكتشف طريقة جديدة تريد منها أرباك العملية السياسية في العراق , فقد ضحى الشعب العراقي بالألاف من مختلف طبقات شعبه منذ التغير الى هذا اليوم وتتحمل الشعوب العربية وحكوماتها أكثر من ثمانين بالمئة من الإرهاب في العراق , علماً في كلا الحالتين الذي ساعد على التغيرهوالغرب و أمريكا , والشعبين كلاهما عربيين بل الشعب العراقي تضحياته اتجاه الأمة العربية أكثر بكثير من الشعب الليبي , فهذه القضية الفلسطينية لقد أشترك الشعب العراقي في كل الحروب المضادة لإسرائيل من 1948 وحتى 1973 , وكذلك الحرب الإيرانية العراقية كانت دفاعاً عن البوابة الشرقية للأمة العربية كما كان يعلن التلفزيون العراقي أيام صدام المجرم , إذن فلماذا هذا التناقض بالمواقف من قبل الشعوب العربية وحكوماتها أتجاه الشعب العراقي , هناك أختلاف واحد ما بين الشعبين العربيين المسلمين , الشعب الليبي من أهل السنة والشعب العراقي من الشيعة أتباع مذهب أهل البيت (ع) بسبب الإختلاف المذهبي هذا وقفت هذه الشعوب وحكوماتها الموقف الطائفي والمعادي للشعب العربي العريق المسلم في العراق , الذي يمتلك ثلاث أرباع الحضارة العربية الإسلامية والمدافع الأول لكل قضايا الشعوب العربية ولكن العقلية الطائفية التي تمتلكها الشعوب العربية وحكامها أبت إلا أن تقدم كل العداء للشعب العراقي , لذا على الحكومة العراقية أن تقدم أولاً المصلحة العليا للشعبها على الترابط القومي والشعارات الفارغة التي لم تجلب للعراق وشعبه إلا الويلات والدمار .
https://telegram.me/buratha