محمد علي الدليمي
ربما يتساءل أحدا، ويقول لقد سقطت منك سهوا كلمة(ليس) في عنوان المقال،ليصبح عنوان المقال هكذا(الغدر ليس من شيم الرجال) وأنا أقول لمن يسأل هذا السؤال الافتراضي، انه لم يسقط سهوا بل أسقط عمدا،وبفعل فاعل وبإرادة حرة من دون أي ضغط أو أكراه،و الأصح انه لا يوجد رجال اليوم غير غادرين،ومن كان خلاف ذلك فه لا يعيش في المجتمع العراقي،أو انه من النبل أصبح المغدور،ضمن هذه المعادلة فلا بد من وجود الغادر وهو من يقوم بهذا الجرم المنبوذ ومن هو مغدور من يقع عليه ظلم الغادر،وسابقا كنا نسمع في مجالسنا ومضايفنا(والمجالس مدارس)ان النساء لا وفاء لهن والغدر من شيمهن، أما اليوم فقد اختلفت المعادلة كليا،فا صبح من يدعون أنهم رجال هم راس الخيانة وقلة الأصل والمروءة،وأصعب الخيانات من تأتي منه وأنت صاحب فضلا عليه،فيخون المعروف والملح والزاد،وفي خزائن موروثنا ان قاطعين الطرق لم يجرؤ على ذلك..فلا ترى أين الخلل في كل ما يجري، هل ان المغدور به يستحق ذلك وهذا ما يلتمسه الغادر من أعذاره التي يريد ان يمرر جريمته بها ، أم ان حسن الظن والطيب لن ينفع مع مجتمع أصبح السائد فيها الأشرار ،أم كما يقال ان (طعامنا لا ملح فيه) أو ماذا ...؟ لعل الخلل في المغدور الذي ذهب بعيدا حين اعتبر من هم اليوم غادريه أخوتا له(ورب أخ لك لم تلده أمك) ليكتشف في ما بعد بأنهم ليسوا كذلك،فهم أصدقاءه(صديقي من يرد الشر عني ويرمي بالعداوة من رماني) وربما سيصدم بسر خطير بعدها ان هذه العصابة التي ظن أنهم كما وصف أنفا أنهم(أعداء)يكيدون الكيد له فلا دين لهم ولا أخلاق ،دينهم المال وأخلاقهم أكل الحرام..وما أكثر من يبتلى في مجتمعنا بمثل هذه المواقف من الطيبين وأصحاب حسن الظن والذي ينظر للآخرين كما ينظرون لداخلهم من تعالي عن ما نهى عنه الله ورسوله(ص).وهنا أريد ان انقل لكم تجربتا محدودة عن كيفية معرفة الخائن وما يقدم عليه من أقبح الأفعال والمنافية للأخلاق من بعد حدود الله،ان الخائن من يلتصق بك ويبالغ في مدحك ويمتثل ظاهرا لأمرك،وخاصة لو كنت مسئول عنه في عمل ما،أما بعد الخيانة فانه يهرب منك لأنه ينظر أليك انك ترى ما في قلبه،والخائن من يأكل المال الحرام ولا يتوارى عنه ،ولا ينحدر من بيوتات طيبة وليس له سوابق حسنة،أما ظاهره فانه متلبس أما بلباس النبلاء أو العشيرة أو الدين،وهو ينكر المعروف المقدم له،وأحيانا لا يريد ان يصنع له المعروف ،لأنه لا يريد صنع المعروف فيستهجن ذلك،ومع الأسف ما أفظعه من داء علاجه متعسر ابتلي به مجتمع مثل المجتمع العراقي الذي عرف سابقا بالوفاء حتى عد أجدادنا أنهم أهل الكرم والوفاء،وختاما اختم مقالي بقول للإمام الرضا (ع)وهو يقول(لم يخنك الأمين ولكن ائتمن الخائن)...
https://telegram.me/buratha