كريم الوائلي
المنجز الوطني التحرري الذي بدء يتجلى في ليبيا الجديدة يحملنا الى استذكار مواقف الدكتاتور الليبي ازاء العراق وشعبه بعد اسقاط النظام البعثي في بغداد وذلك شعورا منه بأهتزاز الارض الليبية من تحته وبفقدان صلاحيته وتذمر الليبيين من تسلطه وعنجهيته وتخلفه فأراد ان يمنح نظيره المهزوم في العراق شيئا من ((الشرعية )) المزيفة ليوحي الى الليبيين بأن عصرا جديدا لم يحل بعد وان في جعبة نظامه المتخلف بقية من رمق يخدع به الشعب الليبي بمزيد من الوعود والعهود الكاذبة والخطابات ((الثورية)) المقرفة والمملة فعمد الى جمع ما تبقى من قتلة الشعب العراقي ومن قطيع البعثيين الهاربين من ملاحقة العدالة في ليبيا وعمل منهم طابورا خامسا ومدهم بمال الشعب الليبي المحروم وسخّر اعلامه الخادع لدعمهم وارسل مخابراته وافراد من كتائبه لزعزعة النظام والامن في العراق وجعل من ليبيا ملاذا لاعداء التجربة الديمقراطية العراقية معلقا اسبابه على شماعة الاحتلال ووصلت به الكراهية الى حد منع الرياضيين العراق من دخول ليبيا الشقيقة ، ولم يعدم الدكتاتور الليبي المتنجرس اية فرصة للاساءة للشعب العراقي والتدخل الفج في شؤونه الداخلية وتأليب بعض مكوناته المتآخية ضد الاخرى ويتذكر العراقيون اعلان دعمه اللامحدود لحثالة يائسة من اعداء العراق ومحاولاته في سحب الشرعية من وفد الحكومة العراقية المنتخبة الى مؤتمر القمة العربية الذي عقد في ليبيا مؤخرا ، ولم يقف الدكتاتور الليبي المتغطرس عند هذه الحدود وغيرها من العداء للشعب العراقفي فأقدم على تدنيس الارض الليبية بمشروع صنع صنم لدكتاتور العراق المقبور صدام حسين ولكي يمعن في اهانة الشعب الليبي ومصادرة موروثه العريق وتراثه الجهادي لمصالحه الانانية وميوله الجنونية عمد الى توجيه ازلامه بنصب تمثال الطاغية صدام الى جانب المجاهد العربي الليبي المسلم عمر المختار جاعلا من صدام معادلا لاكبر الرموز الليبية ، واليوم يتطلع الشعب العراقي الى اخوانه الثوار في ليبيا الى تطهير ليبيا من آثار الاستبداد والدكتاتورية بالكامل وذلك بكنس الصنم الصدامي المزمع نصبه من طرابلس العزيزة فليس من المعقول والمنطقي ان يكون في ليبيا الجديدة التي تتطلع لبناء نظام وطني ديمقراطي تمثالا يرمز للتسلط والقهر وجرائم الابادة البشرية ، ومن الجدير ذكره ان ثلة طيبة من ابناء الشعب العراق قد راسلت قادة الثوار الليبيين وناشدتهم بألغاء نصب صدام او اسقاطه ان كان منصوبا في اول يوم من ايام انتصارهم على نظام القذافي .ان سقوط نظام القذافي هو انتصار للشعبين الليبي والعراقي معا ، والعراقيون اليوم ينظرون الى انفسهم في ما يجري في ليبيا يوم دعى شهيد المحراب رضوان الله عليه الشعب العراقي الى اخذ زمام المبادرة بيده بعد سقوط النظام الصدامي وادارة البلاد بالطريقة التي يفهمها العراقيون ، غير ان ما كان من نصيب الشعب الليبي ان ينطلق الجيل الرابع من اعلان حقوق الانسان العالمي الذي قضى بالتضامن الدولي مع الشعوب المقهورة ودعمها بالمال والسلاح والمظلة الجوية والتعاطف معها اعلاميا وانسانيا وهذا ما حصل في ليبيا ولم يحصل في العراق على الرغم من ان السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه قد دعى الى ذلك بوقت مبكر قبل دخول القوات الدولية الى العراق واحتلاله .
https://telegram.me/buratha