بغداد:عادل الجبوري
ينطوي يوم القدس العالمي على دلالان ومعان كبرى، من حيث مغزى الاختيار والتوقيت، وكذلك ارتباطا بصاحب الفكرة والمبادرة.ولم يكن اختيار مفجر الثورة الاسلامية في ايران قبل اكثر من ثلاثة عقود من الزمن اية الله العظمى الامام الخميني (قدس سره) للجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام يوم لنصرة ومساندة الشعب الفلسطيني في جهاده ونضاله ضد الكيان الصهيوني الغاصب، امر عفويا او عابرا حكمته انفعالات اللحظة وعواطف وجدانية معينة.كان الانتصار المدوى للثورة الاسلامية بزعامة الامام الخميني على واحدا من اعتى الانظمة الديكتاتورية والاستبدادية في منطقة الشرق الاوسط والعالم ايذانا ببزوغ عهد جديد يختلف الى حد كبير عن العهد السابق له، رغم كثرة المؤامرات وفداحة المخاطر والتحديات.ولعل الشعب الفلسطيني الذي ذاق شتى صنوف الماسي والويلات على يد الكيان الصهيوني الغاصب والقوى الدولية والاقليمية التي لم تكن حقوق الانسان بالنسبة لها سوى شعارات ومدعيات تستغلها لفرض اجنداتها وتمرير مصالحها.وكان من الطبيعي جدا ان يكون للثورة الاسلامية في ايران اثرا معنويا وماديا كبيرا عليه وعلى كثير من الشعوب المظلومة والمضطهدة في مختلف بقاع العالم، ومن بينها الشعب العراقي الذي كان يرزح تحت سطوة واستبداد وطغيان نظام البعث الصدامي.وبدلا من ان يكون النظام الحاكم في ايران حليفا استراتيجيا للكيان الصهيوني، فأنه اصبح بعد انتصار الثورة يمثل خط المواجهة والدفاع الاول، ولان القضية الفسلطينية لاتعني العرب فحسب، بل تعني المسلمين على وجه العموم، والانسانية قاطبة، فأن الامام الخميني اراد ان تكون رسالة الدعم والاسناد والنصرة متواصلة لاانقطاع فيها مادام الاحتلال قائما ومعه كل مظاهر الظلم والقمع والحيف والاستبداد ومصادرة الحقوق، ويوم القدس العالمي في الجمعة الاخيرة من كل شهر رمضان مثل تلك الرسالة المتواصلة والحية، التي اريد لها ان تكون عالمية الابعاد والمضامين، وباتت كذلك بالفعل، وما المسيرات المليونية التي تخرج في شتى بلدان العالمي الاسلامي وغير الاسلامي في كل عام الا دليل صارخ على عالمية وشمولية رسالة يوم القدس العالمي.مايحتاجه العالم بكامله، لاسيما الشعوب التي ترزح تحت وطأة الظلم والاستبداد-ان يتكاتف ويتازر ويتعاون من اجل تغيير الواقع السيء بسبب انظمة الجور والطغيان وفي مقدمتها الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين والمستبيح لحرماتها والمشرد لابنائها.ولعل الثورات العارمة التي نشهدها اليوم، والتي نجحت من خلالها بعض الشعوب بأطاحة حكامها الطغاة، تمثل دليلا قاطعا على ان الظلم لايمكن ان يدوم، وان ارادة الشعوب المظلومة هي التي ستنتصر وتسود في النهاية.. وتلك هي السنن والقوانين الالهية (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهمم ائمة ونجعلهم الوارثين).
https://telegram.me/buratha