بقلم / مصطفى ياسين
في خضم هذه الظروف المعقدة التي تمر بالعملية السياسية في العراق، تثار مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات المخاطب بها هو المواطن،وجوابها ليس مهما بالقدر الذي يعتقده البعض،فلوا كانت إجابة جميع الشعب وبمختلف مكوناته أنهم اخطوا في اختيار من يمثلهم والذي من خلالهم ترشحت الحكومة الحالية،لا يصلح ما نمر به من معانات ومخاطر يوميتا في ظل غياب الأمن والخدمات ،لا بل ابسط مستلزمات الحياة البسيطة،و لا يحرك ذلك قيد أنملة عند السياسيين ولا يهز عندهم شعرة واحدة في جسدهم،ولا يختلف عندهم شيء، أما لو قلنا ان الشعب راضي عن حكومته لرأيتهم(السياسيون) جميعا يتسابقون على نيل ذلك الانجاز وكلا منهم يدعي بأنه صاحب الفضل الأول، وأنهم قطعوا شوطا طويلا للوصول لهذا الهدف المنشود،وهو ثمرة تفانيهم وإيثارهم العالي،وحسن تخطيطهم،أما الحقيقة التي يعرفها الجميع هي خلاف ذلك ولم يعد المواطن يأمل خيرا في القادم،ولاسيما من الحكومة الحالية،وفقدان ثقة الشارع بالمسئولين لم تعد حكرا على المعارضين والساخطين على العملية السياسية فحسب، بل تعدت إلى ابسط مكونات الشعب وحتى من لم يكن له سابقا رأيا يقوله في العمل السياسي ومن لم يعمل بهذا الحقل أصلا..من المفترض وحسب المعنى المتداول لمصطلح الديمقراطية،والتي تعني حكم الشعب،ان يكون الخيار والمعيار للنجاح أو الإخفاق هو من نصيب الشعب ونتاجه ،لأنه هو من يصنع الحكومات ويؤهلها للحكم،و في ظل ما يمر به البلد من تناقضات واضحة في الرؤيا المستقبلية والحالية،وأتساع حجم المخاوف بان تصل الأمور إلى طريق مسدود أو مفترق طرق،يصعب عندها معرفة مصير البلد و الى أين يتجه..! فمسئولين الكيانات السياسية أهدافهم اختلفت عما كانوا يعلنوها في بدء عملهم السياسي وحتى خلال حملاتهم الانتخابية،والحديث عن البرنامج السياسي لكل كيان يطمح بان يكون راس الحكومة والمشحون إعلاميا اثر كثيرا في متلقيه وشده أليه،وانبهر الشعب بالمصطلحات المتداولة ودقتها،لتمر الأيام عليها فيتضح ان الأمر لا يختلف كثيرا عن قصص وحكايات الخيال الواسع،فخذ منه طراوة وحلاوة الحديث ،ولكن التطبيق لا وجود له،فهل لا ترى الخلل بالسياسيين...؟ أم في المتلقين..؟ أم كلاهما شركاء بما ستئول إليه الأمور...!لا يخفى ان المواطن يقع عليه بعض التقصير فلوا تحدثت الى ابسط الأشخاص لوجدته اعرف بدهاليز السياسة وتامرتها من صانعيها أنفسهم،وما ان تحدثه عن دواعي الانحدار الخطر في المنظومة السياسية وما يقع على المواطن من واجبات لإصلاحها فان جوابه حاضرا تحت لسانه، متهما و معلقا كل ما جرى على شماعة غيره،واصفهم بالضحك على ذقون البسطاء واستغفالهم،وأنه سوف يصلح ما وقع به من خطأ في المرة القادمة،ولكن الحقيقة المرة تقول خلاف ذلك،مع ان الجميع يعرف بان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين،ويبقى السؤال قائما على من يقع التقصير على المواطن أم المسئول...؟ نعم الطرفيين غير معذورين وربما يكون المواطن قاصرا والمسئول مقصر لكنهما يتحملان تبعات ما جرى ويجري،من تردي الأوضاع الأمنية والخدمية والاقتصادية والسياسية،وما أكثر من هم اليوم يعيشون بأرغد العيش ولا يشعر بخشونة الحياة ويستعبدون الآخرين وطاقاتهم لأنهم أصحاب القرار والكلمة الفصل لهم في بلد ضاعت فيه معاير العدالة ولن تعود بسهولة أبدا...
https://telegram.me/buratha