المقالات

حديث...أمسهم!!

953 14:04:00 2011-08-28

جواد أبو رغيف

(المرء حديث أمسه فأختر لنفسك آي حديث) مقولة توضح إن الإنسان حر في اختيار صفته بعد مغادرة مسؤوليته أو بعد رحيله إلى عالم الحياة الأبدية ،ولاشك إن التاريخ ترك لنا في خزائنه الكثير من التجارب والعبر من سيرة أشخاص منحتهم الحياة فرصة الاختبار عبر مسؤوليات تحكموا بنا بمصائر البلاد والعباد فمنهم من فشل في الاختبار وتحولت فترة مسؤوليته إلى لعنة تطارده كل ما مامرّ ذكره !ومنهم من نجح واجتاز الاختبار وفاز بالذكر الطيب ،ولعل من أهم عناصر النجاح الزهد والإيثار والتجرد من الأنا!وفي إطلاله بسيطة لسبر غور التاريخ البشري الحديث نستطيع أن نلتقط شذرات ناصعة من سيرة بعض القادة الذين منحتهم الحياة فرصة الامتحان بتولي المسؤلية فأستغلها أفضل استغلال وخرجوا من حطامها كقطعة قماش ناصعة البياض أبت أن تلوثها الأنا البشرية وحطموا صنم العبودية للذات بصخرة قلوبهم الناصعة البياض والملأ بالحب للإنسانية دون تمييز ، ولعل الزعيم الهندوسي (المهاتما غاندي )وتعني النفس الكبيرة! واحداً من النماذج القيادية التي تستحق التوقف عند سيرتها ،فقد استطاع بحجمه الصغير وجسده النحيف العاري ومغزله ومعزته إن يوحد الهند بأسرها!!على الرغم من الخلاف الطائفي المتجذر بين مكونات الشعب الهندي الثلاث (السيخ والإسلام والهندوس)!حيث لم تشهد البلاد على مدى مسيرتها توحداً من قبل ألا في زمن غاندي!فكان قوله دستور لأبناء الشعب الهندي بجميع مكوناتهم المختلفة!وكما تساءل عنه تشرشل عندما شاهده في قصر الإمبراطورية البريطانية بلباسه التقليدي وقال: (من هذا الرجل العاري الذي يتسلق سلالم قصر الملكة)!فقوة غاندي كانت ليست في جسده النحيف ولا بهندامه ،بل كانت في روحه الكبيرة التي تأبى إلا أن تكون أسيرة لعبودية (الأنا)بجميع مشتقاتها!لقد قهر غاندي بجسده العاري أسطورة الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس !بموقفه الراسخ الذي لايتزحزح قيد أنمله عن مبادئه ولو وضعوا تحت تصرفه جميع الامتيازات وهو القائل :(سأفتح شباكي على جميع رياح العالم ولكنها لا تستطيع ان تقتلعني من جذوري )!لقد ارتبط غاندي بوطنه فأصبح سلاماً جمهورياً هندياً بامتياز! يعزف في كل مكان في البيت في الشارع في العمل ،ولم تقتصر شهرته بين أبناء جلدته بل تحول إلى ماركة عالمية وواحدا من القيادات العالمية العظيمة!ترى أي حديث اختار سياسيي العراق لأمسهم ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك