المقالات

كلمات لا يُراد منها وجه الله

927 09:41:00 2011-08-28

السيد حسين الصدر

قال الأعشى :ومَنْ يُطع الواشين لا يتركوا له صديقاً وانْ كانَ الحبيبَ المُقَرَّبا وقال آخر :اذا الواشي نعى يوماً صديقاً فلا تدع الصديق لقول واشي تبلغ النرجسية عند بعضهم حدّاً ليس من السهل معرفة حدوده وأبعاده الكاملة ،ذلك أنهم يقرّبون النمّامين والمتزلفين والانتهازيين ،ينقلون لهم الأخبار، مُطّعمةً بما يلزم من الإثارة والمبالغة ،عن أقرب الناس اليهم من أرحام وأصدقاء وزملاء عن الشرائح الأخرى فيدفعونهم الى مواقف تُحيل العامر الى خراب ،والواحة الغناء الى صحراء .!انَّ من أفتك الاسلحة التي يَمْتشِقُها أصحاب النزعات الخبيثة ، والنفوس المريضة ، سلاح الوشاية والسعاية ، والتي لا تكون بالضرورة صحيحةً لتدمير العلاقات الانسانية وتفكيك عرى الروابط والأواصر الاجتماعية القوية وكثيراً ما تنقلب الأحوال ،من وداد عميق ،الى عداء واختلاف وشدّةٍ وضيق ان طبع الوشاة طبع الذباب ، لأنهم لا ينقلون الاّ الجوانب السلبيه ، بعد أنْ يُحملّوا النصوص أكثر مما تحتمل ، إمعانا في الكيد ،ورغبةً في الاصطياد بالماء العكر ...!!!انهم ليغْضِبُهم ويسوؤهم كثيراً ،أنْ يَروْا المحبة بين الناس باسقة الاشجار ، شهية الثمار ،فيعمدون الى اجتثاثها ،وهذا هو الخبث بعينه ، واللؤم الواضح الصريح الذي لا لبس فيه .....وهل يصنعون ذلك ، ليُبعدوا من يشاؤون ويحلوا موقعه حَسَداً منهم لاولئك ؟أم أنهم ليسوا آبهين بما تؤول اليه النتائج ، ويكفيهم ان يحل التباغض والتباعدَ محل الوئام والسلام ؟انّ شأنهم هو شأن الجراثيم .....وتحصيل المناعة من الجراثيم أمرٌ مهم للغاية عند العقلاء ، فكيف يغفلون عنه مع شدّة الحاجة إليه ؟ولماذا يفتح البعض قلبه قبل سمعه لهذا الفصيل المسموم ؟!وتهون المسألة لو اقتصرت على توتير الأجواء بين هذين الصديقيْن،أو تأزيمالأوضاع بين هذين الشقيقين .....انها تتجاوز ذلك بكثير، حتى تصل تخوم الصلات بين الكتل السياسية وأقطابها ، الأمر ألذي ينعكس على العملية السياسية برمتها ، ويتطاير الرذاذ حتى يصيب الكيان الوطني العام .وواهمٌ من يتصور أنَّ الأجواء الملبدّة بالغيوم بين الأقطاب ، بعيدة عن هذه الخلفيات والمساعي المحمومة .ان تسميم الأجواء بَينْ المتصدين للشأن العام ،هو أحد وأهم وسائل الإضرار بالبلد وبأبنائه ،تلك الوسائل التي تستلهم مكرها من مكر الشيطان .لا بل تصل المسألة الى حد تسميم العلاقات مع العراق كدولة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة ....انها الوشاية الدولية لا الوشاية الشخصية المحضة فحسب .وحتى الفتنة الطائفية فانها لا تخرج في حقيقتها عن هذا المدار .وهكذا يتم تحريك هذا الفريق ، وشحنه بكل ما يُلهب المشاعر ، ويكدّر الخواطر، إزاء الفريق الآخر وصولاً الى ايقاع الفواجع والكوارث بين أبناء الدين الواحد ،والكتاب الواحد ،والقبلة الواحدة والنبّي الواحد ،والأصول العقائدية والاخلاقية المشتركة ،والمصير المشترك بحكم الانتماء الى الوطن الواحد .وكل ذلك قد وقع ،ودفعنا ضرائبه الباهضة ، وتكبّدنا من الخسائر ماالله به عليم ، حين أستدل الستار على العقلانية ، وتم التغاضي عن المعطيات الشرعية والانسانية فضلاً عن إهمال القيم والاعتبارات القانونية، والاجتماعية ،والأخلاقية ،والسياسية الأخرى .قال الشاعر :انّ الذين ترونهم اخوانكم يشفي غليلَ صُدورهم أنْ تُصرعوا وقديماً قيل :( السعايه قبيحه وان كانت صحيحة ) وقديماً قيل أيضاً :لعَمْرُك ما سَبَّ الأميرَ عدُّوه ولكنّما سبَّ الاميرَ المُبلّغُ

شاهد تاريخي :ونحن لانعدم ان نجد في التاريخ حكّاما ،كانوا يوصدون على أنفسهم باب الفتن التي يثيرها الوشاه والساعون .ويحكي ان احد الوشاة سعى بجاره مدعياً فراره من الجيش، فما كان من الحاكم الاّ ان قال له :أما أنت فَتُخبرُ أنكَ جارُ سوء !!فانْ شئتَ :أرسلنا معك ، فان كنتَ صادقاً أقصيناك ، وانْ كنت كاذباً عاقبناك وان شئت تاركناك قال :تاركني هكذا تلّقى الواشي الخبيث الصفعةَ الموجعةَ فلاذ بالفرار .ولقد رسم القرآن طريق الخلاص من عقابيل هذا الداء الوبيل فقال عزَّ اسمه ،في محكم كتابه المجيد :( ولا تُطِعْ كلَّ حلاّفٍ مَهِين همّازٍ مَشَّاء بنميم )

حســــين الصـــدر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك