المقالات

شرف الغاية، وشرف الوسيلة

1550 15:49:00 2011-08-28

عادل الجبوري

فرق كبير بين المنهج البراغماتي الميكيافيلي في عالم السياسة الذي يقوم على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، والمنهج الاخلاقي المرتكز على قيم وضوابط ومحددات عديدة والذي يمكن القول انه يقوم على مبدأ شرف الغاية من شرف الوسيلة.والمنهج الاول يعني جواز استخدام وسائل سيئة وغير مشروعة ولاشرعية لبلوغ غايات واهداف نبيلة وسامية.. وهذا ما يقول به اصحاب هذا المنهج والداعين والمتبنين له.ولعل التجارب الانسانية الطويلة لشعوب وامم ومجتمعات اثبتت ان اصحاب المصالح الخاصة والضيقة ومن يبحثون عن مكاسب وانجازات على حساب الاخرين لم يعبأوا كثيرا بما يمكن ان تخلفه اساليبهم وادواتهم من ماسي وكوارث في مقابل المكاسب التي يجنونها، والحروب والصراعات والنزاعات العالمية والاقليمية والمحلية هي في الواقع ليست الا نتاج ذلك المنهج السلبي والخاطيء والمنحرف.لايمكن ان يفضي استخدام الوسائل والادوات السيئة من خداع وتضليل وقتل وتدمير الى اهداف نبيلة تعود بالنفع على الشعوب والامم والمجتمعات.. ومن يقول بذلك فهو اما مخادع ومضلل او جاهل وغير قادر على فهم وادراك الحقائق والوقائع.اما المنهج الثاني (شرف الغاية من شرف الوسيلة) فهو يعني ان من يريد ان يحقق هدفا نبيلا لابد له ان يستخدم ادوات ووسائل نبيلة.. هكذا تقول وتؤكد القيم والمباديء الدينية والاخلاقية والانسانية الصحيحة.لا-ولن- تفضي اساليب التشهير والتسقيط المتبعة من قبل بعض القوى والتيارات والشخصيات السياسية في المشهد العراقي الى نتائج طيبة.بل على العكس من ذلك تماما، فأنها كمن يصب المزيد من الزيت على النار، ومن الخطأ ان ننتظر خيرا ممن يلجأ الى سياسة نشر الغسيل لتصفية حساباته مع خصومه ومنافسيه، بل وحتى مع شركائه.ليس المكسب الحقيقي هو في الحصول على هذا الموقع او ذاك والتمتع بالامتيازات، بقدر ما يتمثل بترسيخ وتكريس السياقات والمنهجيات الصائبة في العمل السياسي، مثلما هو الحال مع ترسيخ وتكريس القيم الاجتماعية والاخلاقية السليمة في المجتمع، والسعي الى تقديم الخدمة الحقيقية للناس.الارهاب والفساد والتشهير والتسقيط والخداع والتضليل والكذب والنفاق والتدليس كلها وسائل وادوات خاطئة وسيئة، وفي بعض الاحيان-او معظم الاحيان-يمكن ان تكون كارثية ومأساوية.وكل تلك الادوات الوسائل كانت حاضرة في المشهد العراقي العام طيلة الاعوام الثمانية والنصف الماضية، ومع حضورها شاعت مظاهر الدماء المسفوكة والاشلاء المقطعة والملايين المحرومة والمغيبة، مع اتساع الهوة بين النخب السياسية من جهة وعموم ابناء الشعب من جهة اخرى.بأختصار شديد متى ما كانت المقدمات صحيحة والوسائل صائبة، جاءت النتائج صحيحة والاهداف محمودة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك