علي العزاوي
سمعت بيتا شعريا لا اعرف قائله ولكني حفظته ولم انسه أبدا، فقد رأيت رجلا يمسك بعملة نقدية وهو يخاطبها بهذا البيت الشعري (يلوى بها عصب البلاد وتشتري... بها ذمم الرجال وتبيع بها لأخلاق ) ومن ذلك الحين الى يومنا هذا انظر لتلك الحادثة كنها عبرة كبيرة لمن أراد ان يتعض منها، لتشاء الأقدار بعد ذلك وان التقي برجل كيس فطن قال لي ( أن أرت ان لا تتهم فابتعد عن العمل في ميدانين الأول المالي، والثاني ألاختلاطي،وأراد بها العمل المباشر مع النساء ) لذلك فان العمل يحتاج الى تدقيق عالي ومحاسبة النفس أولا ومن الغير ثانيا ، طبعا بعد المعرفة بالحلال والحرام الذي لم يعد احد يعتبره رادعا مع العلم بأنه أعظم رادع للفساد وأفضل مقوم للحياة ،به يكسب الإنسان راحة الضمير والقلب من بعد رضا الله تعالى..ألا ان المفسدين يبررون سوء عملهم وعدم توريهم عن ارتكاب ما هو مخالف للشريعة السمحاء والقانون الوضعي المعمول به لتنظيم أدارة وحياة الناس،بأعذار واهيتا لا يقتنع بها حتى المجانين ، ومنها ومن قبيلها : (راس السمجة خايس) و (باجر يضربونه بجلاق) و (عمي همه يريدون اليبوك) و (مو إلي انطي لليفوك أيريدون مني ) و (ظلت عليه هم كلهم حراميه ) و (أني شمسوي شوف غيري لاعب بيها لعب ) و (هي أموالنا أحسن ما يبوكونها غيرنا و يودونها للخارج ) وربما البعض يكون أكثر وقاحة ليظن بأنه يستطيع خداع الناس وخداع الله تعالى ليروج لفساده بطريقة أخرى (اصرفهن على الأيتام والفقراء )و (عندي عوائل أني عائلهم )و أتعس من ذلك كله من يقول (أني جايبهن بدمي واني متحمل المسئولية) أو ربما يقول (هذا من فضل ربي) و على هذا المنوال ضاعت كل المعاير الدينية والأخلاقية والقانونية التي يمكن ان تضبط سلوك العاملين في الميدان المالي ويمر عبرهم الفساد وبالتعاون الشيطاني مع المسئولين عن أبرام العقود والتحكم بحياة المواطن ، حتى عد الحديث عن الفاسدين وذكر أسمائهم لا يؤثر بهم ولا يخدش سمعتهم ، لأنهم لا يعرفون ان خير مكسب بعد الأيمان بالله هو السمعة الطيبة...
https://telegram.me/buratha