قلم : سامي جواد كاظم
الحديث موجه الى شريحة معينة هي من تؤمن بوجود الله عز وجل ظاهرا وباطنا وغير ذلك فالكلام لا يعنيهم واهم فئة يوجه اليها هذا الحديث هي الفئة الملونة التي تظهر اعتقادها بالله عز وجل امام الملأ ولا تؤمن به في قلبها بل انهم كالذين اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم .اجتاحت العالم الاسلامي موجة هزت عروش الحكام وانتقدت الخطاب الاسلامي تحت ذريعة الديمقراطية والتي يحاول منظروها اضفاء صفة العدالة والحقوق للكل ومشاركة المرؤوس في اختيار رئيسه ، وبعيدا عن ما يكتنف هذه الديمقراطية من اعمال تزوير خلف الكواليس فاننا سنخاطب ظاهر الديمقراطية .الامم المتحدة والتي تضم دول العالم تقوم على اساس حفظ حقوق الدول المنضوية تحتها وتستخدم كل الوسائل المتاحة لذلك وانها تمارس التصويت تحت خيمة الديمقراطية في صنع القرار وتحث العالم على اعتماد الديمقراطية في انتخاب مسؤوليها ، ولان الدول الخمسة العظمى التي لها الفضل في تاسيس هذه المنظمة منحت حق النقض اي رفض القرار حتى لو صوت عليه كل الدول المنضوية تحت خيمة الامم المتحدة ، لماذا منحت هذه الدول حق النقض ؟ والاصح نسف الديمقراطية تلك السلعة البائرة التي يراد تسويقها الى العالم الاسلامي ، والامر ذاته تجده لدى الدول الديمقراطية الغربية حيث انها تمنح لرئيسها المنتخب ديمقراطيا رفض القرار الذي يصوت عليه ديمقراطيا ، بل وحتى رئيس البرلمان او الكونغرس او النواب له صلاحيات رفض ما يصوت عليه الاعضاء حتى وان حصل على الاغلبية ، والله عز وجل خالق الخلق يمنع من التصويت وليس فقط منعه من حق النقض اي عدالة ديمقراطية هذه ؟الله خالق الخلق والمشرع الاول والاخير للحياة البشرية لم يمنح حق النقض للقرارات التي تتخذها الحكومات والتي على اعتبارها تؤمن بالله عز وجل ، وحتى تتخلص من هذا التناقض طلت علينا بمقولة فصل الدين عن الدولة ، الحاكم الذي يتم انتخابه ديمقراطيا لا ينظر الى درجة تمسكه بشريعة الله عز وجل بل الى الوعود والتي اغلبها زائفة حول تحقيق الرخاء الاقتصادي او الامن والقضاء على الارهاب بل مصطلح تحقيق العدالة بين الناس لا يكون ضمن تفكير المرشح او الناخب والعدالة التي أكّد عليها الامام علي (ع) في عهده الذي عهد به لمالك الأشتر حين ولاّه مصر قائلاً: "لن تقدَّس أُمّة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع". وكم من رئيس تم انتخابه ديمقراطيا ضحك على شعبه واثبت فشله وهذا ناجم عن قصور الراي في ماهية هذا الرئيس والالتفات المبتور الى زينة الدنيا دون الورع عن محارم الله عز وجل واهمها عدم ظلم عباده ، وكم من شعب ندم على ذلك وفي العراق خير مثال .اما الدول الغربية التي تعمل على بيع سلعتها البائرة على السذج من بلدان العالم الثالث فانها تغلف ديمقراطيتها باغلفة براقة تلفت انتباه المشتري دون النظر الى المحتوى وهذا الاسلوب هو المعتمد لدى اغلب التجار الذين يبغون تحقيق الارباح باقصر مدة ممكنة .هل هنالك مجال من مجالات الحياة المدنية والدينية لم تتعرض لها الرسالات السماوية حتى تكون حجة على عزل حق الله في الديمقراطية التي يراد لها ان تطبق في اي مجتمع اسلامي ؟ فاذا ما اريد لاي ديمقراطية ان تكون بابهى صورها وافضل تطبيقاتها ان ينظر الى صوت الله عز وجل فيها لان الله عز وجل اهم وافضل ناخب لاي مرشح وهو الذي يمنح الشرعية الديمقراطية لاي مرشح يفوز بالانتخابات اذا استطاع ان يحقق بعض الشيء لما يريده الله عز وجل من عباده مرشح وناخب .
https://telegram.me/buratha