جواد ابو رغيف
لم يكن الموقف العربي الرافض لعملية التغيير في العراق بعد العام (2003)ناتج عن فراغ بل كان يؤكد رؤية واضحة ودقيقة للأنظمة العربية الى ما ستؤول إليه نتائج ذلك التغيير من عملية تغيير جذري بواقع وشكل الأنظمة المتهرئة التي تسلطت على رقاب الشعوب العربية لمدة عقود! وبعد ان شاهد العالم سيما العربي أجواء الديمقراطية وحرية التعبير والتجارب الانتخابية المتعددة والتي هي الوجه الحقيقي لمصاديق الديمقراطية وشعور العراقيين بلذة الديمقراطية والحرية ف (الحرية أثمن من الحياة )على الرغم من اقترانها بنزيف الدم ! بيد إن الأصابع البنفسجية التي أنتجت الحكومات المتعاقبة والانتقال السلمي للسلطة !جعل من العراق حافز للشعوب العربية لتكرار التجربة والتخلص من تلك الطبقات الحاكمة التي استأثرت على مقدرات الشعوب العربية المغلوب على أمرها والتي أعادت إلى الأذهان نظرية أصحاب (الدم الطاهر) وان الأمة لايمكن لها إن تقود نفسها دون هؤلاء وان قدر الأمة أن ترضخ لقدر الوصاية لأولئك القادة ! فكان الحصار الذي فرضه المحيط العربي على التجربة العراقية والذي رصد له الأموال الطائلة وتعاون مع الشيطان لإفشالها!!ولولا شجاعة وبسالة الشعب العراقي الذي وقف بوجه الإرهاب الأعمى الذي استهدفه دون تفريق بين مكوناته فقد تعرض الجميع لهجمة شرسة أرادة إفشال تجربته الوليدة !وبذلك تكسرت أرادة الشر على صخرة الصمود العراقي الذي أذهل العالم بشجاعته ! وكان مصداقً لأبيات أبو القاسم ألشابي: (أذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر)
https://telegram.me/buratha