حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
بعد التفجيرات الكثيرة التي حدثت في اغلب المدن العراقية والتي راح ضحيتها العشرات من النفوس البريئة من العراقيين ، الذين جل همهم أن يعيشوا حياتهم كبقية شعوب العالم . ولم يعلموا أنهم على موعد مع الموت بسبب ما تقوم به بعض العصابات المسلحة والتنظيمات الإرهابية . كتنظيم القاعدة الإرهابي والجماعات التكفيرية السلفية التي تحاول ليس قتل الإنسان العراقي بالتفجير فقط وإنما تريد وتسعى بكل الطرق والزوايا المظلمة إلى التلاعب بالروح الوطنية لدى العراقيين من قبيل زرع الفتنة الطائفية ، ومحاولة تفتيت الصفوف العراقية بواسطة الشعارات وبث الدعايات المزيفة ، وكذلك العمل على اختراق الثقافة الوطنية العراقية ووضع بعض المرويات التي من شانها تأجيج الأخر واستفزازه ومن ثم توليد حالة من الاصطدامات المسلحة وغير المسلحة ، وهذا العمل بالنتيجة يمكن أن يكون اخطر من العمل المسلح . إذ إن نشر الأفكار المسمومة يؤدي إلى ضياع للفكر الحقيقي والابتعاد عن جوهرنا الإسلامي والوطني . لذا لابد على الجهات الحكومية كافة سواءا في المجال الأمني أو المجال التربوي وهو الأخطر أن ينتبهوا لما يجري حولهم والعمل بشكل مباشر ومستمر ودؤوب على تفويت الفرصة على كل من يريد أن يربك الوضع العراقي العام . وهنا فان المسؤولية لا يمكن أن تستثني احد فحفظ الأمن وحفظ العقول هو مسؤولية كل الأطراف العراقية ( السنية والشيعية والكردية والمسيحية والتركمانية والطوائف الأخرى ) لان عدم الاهتمام سيؤدي إلى كارثة ربما لا يمكن لأحد أن يسيطر عليها . ففي بعض الجامعات تدرس مفردات تدعوا إلى التكفير والتطرف في الأفكار، والدعوة إلى السلفية الوهابية التي لا تزال تعمل في كثير من مناطق العراق . وهذا يعني أن المعاهد الثقافية والتعليمية في العراق بدأت هي الأخرى بالمساهمة في عملية ضخ الصراعات الفكرية والطائفية . لذا ليس من حق أي احد أن يقول ( لا اهتم ، ولا ادري ، وليس لي علاقة ) بل يجب على جميع العراقيين أن يهتموا للأمر وإلا فأجواء أعوام ( 2005 و 2006 ) يمكن أن تعود من جديد ؟؟.
https://telegram.me/buratha