المقالات

لمن هو العيد؟

710 14:27:00 2011-08-30

طالب عباس الظاهر

قد يتصور البعض من الناس إن يوم العيد،هو يوم فرح وسعادة وسرور فقط،وأيامه فرصة للتحرر من كل قيد،وسانحة للانطلاق صوب إشباع ما حرمت منه النفس من الرغبات،ومعنى ذلك إنه في العيد على الإنسان الإقبال على الحياة ومباهجها من ملبس ومأكل،بعد توقف قصير أثناء فترة صيام شهر رمضان،كما نلمس مثل ذلك التصور في تصرفات البعض خلال حفلات الزواج مثلاً،وفي بعض مظاهر الفرح الأخرى المماثلة،حيث الانفعال العاطفي غير المحسوب،والاندفاع غير الدقيق في التصرف،فيبيح هذا البعض لنفسه في خضم فرحه بالعيد..التحلل من قيد الالتزامات، والانقطاع عن ممارسة بعض الطاعات،مما جهد نفسه أثناء ليالي شهر رمضان ونهاراته لتحصيله،وقد دفع ثمنه سهر وتعب وجوع وعطش،من أجل قطف ثمار يانعة من دوحة هذا الشهر الفضيل، خاصة في هذا العام حيث مصادفته مع الارتفاع الشديد للحرارة،وتزامنه مع لهيب شهر آب الذي تجاورت درجة الحرارة في بعض أيامه،الخمسين درجة مئوية في ظل أزمة الكهرباء المتفاقمة..بينما نجد إن كل يوم لا يعص الله فيه فهو عيد. أقول،إن البعض قد يندفع خلف هواه ورغباته بمجرد الانقضاء لموسم الصيام دونما احتراس ربما،ممنياً نفسه ومبرراً لتصرفاته بالقول،إن المناسبة مناسبة عيد عظيم للمسلمين،وهو يوم فرح كبير للناس،بغلبة مشاعر السرور والفرح على الناس، وطغيان مظاهر السعادة والابتهاج في الوجوه والقلوب،كونه فرصة للراحة بعدما أنقضت صعوبة أيام شهر رمضان المبارك،لاسيما وقد كانت أيام عمل واجتهاد، فترى مثل هذا البعض كأنه يسعى للتعويض عما فاته من ملذات ورغبات وشهوات، حرمه منها التزامه بالصيام،وكبح جماح نفسه عنها تقيده بالابتعاد عن المفطرات، فيقبل بشراهة على الطعام والشراب والزينة،وغيرها من الشهوات، مما حرم منه خلال شهر رمضان الكريم..فيبدو منساقاً ومندفعاً مع غبطة المناسبة حتى ولو دعاه هوى نفسه- أحياناً- إلى السقوط في المحذورات أو المحرمات! وهو ما يمثل إحباطاً لأجر الصائم وثوابه، وتضييعاً لتعب الصيام ونصبه. أخيراً فإن العيد في حقيقته،إنما هو يوم للجزاء وتحصيل للثواب،وكسب للحسنات بأداء طقوس العبادات،والعيد هو عيد لمن قبل صيامه وقيامه،وقبل عمله وغفرت ذنوبه،وعيد لمن فاز بجائزة قبول الله تعالى لتوبته،وشمل بواسع رحمته،ومنح شرف السيادة على رغباته وشهواته وهواه..أي إن العيد في كسب رضى الله تعالى،وليس السعي في مرضاة النفس الإمارة بالسوء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك