سعد البصري
اعتقد إن هناك مجموعة من الأسرار وليس سرا واحدا خلف ما يجري في العالم الان من أحداث ، وخصوصا في المنطقة العربية بالذات . إذ إن تساقط الأنظمة العربية الدكتاتورية في هذا الشكل من تسارع للأحداث لم يكن من فراغ ، بل هناك يدا خفية ربما قد تحرك هذه الأحداث . وبالتالي فما يحدث من ثورات في الوطن العرابي قد أذهلت الجميع . فسقوط مثل تلك الأنظمة الدكتاتورية لم يكن بالأمر السهل ولا بالموضوع اليسير بحيث كان الكلام بمثل هكذا أمور يمكن أن يجعل الإنسان العربي يعطي حياته ثمنا لذلك ..؟ وهذا ما شهدناه في الكثير من البلدان التي تم سقوط أنظمتها ، فما بالك بمن يترجم هذا الكلام إلى واقع ومن ثم يخرج للإطاحة بتلك الأنظمة من خلال الثورات . والغريب بالأمر أكثر إن سلطة وجبروت وطغيان تلك الأنظمة لم يكن بالشكل الذي تصفه به وسائل الإعلام بل بالعكس كان سقوطا ( سهلا ) لا يدل على إن تلك الأنظمة قوية ، وهذا ما أثار استغراب الكثيرين وبالخصوص أبناء الشعب العربي الذين كانوا متوهمين إن تلك الأنظمة قوية جدا وبإمكانها كبح جماح الثائر العربي . والدليل على ذلك هو انك إذا استقرأت طريقة نهاية تلك الأنظمة فانك قد تستغرب إن مثل هكذا أنظمة تسقط بهذا الشكل السريع والعجيب والغريب . فالدكتاتور العراقي وجد بشكل مزري وفظيع في حفرة تحت سطح الأرض أثارت استغراب واستهجان العالم بأسره والدكتاتور التونسي لم يستطع الثبات في مكانه فهرب إلى الحاضنة العربية الأكبر ( السعودية ) وهو اليوم يواجه تهما كثيرة أما الدكتاتور المصري فهو الأخر سقط في ثورة من أروع الثورات العربية في العصر الحديث وها هو أيضا يعاني من سكرات الموت داخل زنزانة لطالما وضع فيها معارضيه أما دكتاتور اليمن فلم يكن حاله أفضل من سابقيه وذهبت الشعارات والتحديات أدراج الرياح وكان النصر للشعب والجماهير . وأخيرا فان ما حدث في ليبيا يعد مفخرة لهذا الشعب ، لان القذافي هو من قام بالثورة في السابق ولكنه ابتعد بالسلطة والظلم والبطش بعيدا عن الثوابت الوطنية فسقط ( ملك الملوك ) كما تسقط الذبابة وهكذا وربما القادم اكبر وأكثر غرابة . ولله در من قال " إن من غرائب العرب إن فاسد اليمن اسمه صالح ومدمر ليبيا اسمه معمر وناهب مصر اسمه مبارك وقبيح تونس اسمه زين " .
https://telegram.me/buratha