حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
إن ما يجري الان في الشقيقة سوريا لابد انه يؤثر بشكل أو بأخر في ما يجري الان بالعراق . إذ إن هناك أطرافا في العملية السياسية ترحب بما يحدث في سوريا من خروج للتظاهرات ضد نظامها الحاكم ، بينما راحت أطراف أخرى تعبر عن امتعاضها لما يقوم به هؤلاء المتظاهرين من إحراق السيارات والصور الخاصة بالرئيس الأسد ، ويسعون إلى الإطاحة بالنظام كما هو الحال الذي شهدته بعض الدول العرابية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن . وهذه التأثيرات على المشهد السياسي العراقي لابد أن تكون طبيعية ، حيث إن ما تشهده سوريا يمكن لأي بلد أن يشهده سواءا كان هذا البلد عربيا أم غير عربي . حيث لاحظ مراقبون إن رئيس الوزراء نوري المالكي له رأي يدعم الحكومة بشأن الوضع في سوريا وانه في الوقت الذين يدين زعماء الدول العربية ودول أخرى أعمال العنف التي يواصلها نظام الرئيس بشار الأسد ضد المتظاهرين دعاهم المالكي إلى الامتناع عن تخريب البلاد واستقبل وفدا رسميا سوريا . ولكن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي طالب الأسد بتلبية مطالب الشعب السوري والامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة وعسكرة المجتمع. وقال النجيفي "إن ما يحدث من قمع للحريات وإراقة للدم السوري مدان وغير مقبول". هذه المواقف المتباينة من رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء أثارت تساؤلات في أوساط من العراقيين عن الدوافع وراء موقف الحكومة الرسمي من النظام السوري وتعزيز العلاقات معه في هذا الوقت بالتحديد . يقول بعض المحللون السياسيون إن دعم الحكومة العراقية للنظام السوري نابع من مخاوفها في حالة صعود جماعات إسلامية متطرفة تستغل انعدام الاستقرار لاستئناف عملياتها عبر الحدود وبذلك تهديد حتى التحسن النسبي الذي طرأ على الوضع الأمني في العراق . وهكذا فان تلك المواقف التي يعبر عنها السياسيون العراقيون ربما تعبر عن وجهات نضرهم وليس لها علاقة بمواقف الشعب العراقي . وبالنتيجة فان ما يجري الان على الساحة العربية والتي يعتبر العراق جزءا منها لابد انه يؤثر بشكل أو بآخر على ما يدور في العراق .
https://telegram.me/buratha