بقلم : كريم السيلاوي
وجه اية الله سماحة السيد مرتضى القزويني في خطبة صلاة العيد بين مرقدي الامامين الحسين والعباس عليهما السلام انتقادات حادة ولاذعة لكبار مسؤولي الدولة وخصوصا ما يتعلق بالرواتب والامتيازات الباهضة التي يتقاضونها .. قال السيد القزويني في خطبته (ان الرواتب الضخمة التي يتقاضاها المسؤولون الكبار مقابل ما يقدموه من عمل بسيط بأنها كالنار في البطون.. وانها تعتبر رواتب خيالية قياسا برواتب باقي شرائح وفئات الشعب..وان العمل الحكومي لم يلبي طموح ابناء الشعب العراقي وخاصة ما يخص توفير التيار الكهربائي الذي يعاني من شحته المواطن البسيط منذ عقود ).وتعبير كالنار في البطون تعبير قوى جدا وهو بمثابة الدواء الشافي على الجرح والماء العذب الزلال على القلب الضمان..رواتب كبار المسؤولين في الدولة واصحاب الدرجات الخاصة فعلا مشكلة كبيرة وخطيرة، تعبر عن خلل فاضح في بناء الدولة العراقية الجديدة.
فكيف يمكن ارساء اسس وقواعد العدالة والمساواة ورفع الظلم والحيف والغبن ، وراتب الوزير او وكيل الوزير او عضو مجلس النواب او المستشار او المدير العام يعادل رواتب عشرات او مئات الموظفين البسطاء الذي لايكفي راتب الواحد منهم نصف الشهر وخصوصا اذا كان يسكن في الايجار. وكبار المسؤولين في الدولة بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يتقاضون اضافة الى الملايين اموالا تحت عناوين مختلفة ما انزل الله بها من سلطان، واغلبهم لاينفقون دينارا واحدا من رواتبهم، ولماذا ينفقون اذا كانت لديهم السيارات الحكومية والمساكن الحكومية والخدم والحشم له ولعوائلهم وحواشيهم.اغلبهم يجهلون اسعار السوق، لان هذا الامر لايعنيهم كثيرا ، او لايعنيهم من قريب او من بعيد.
المال الحرام الذي يشوي البطون بحسب الوصف القراني ليس ذلك المال الذي يسرق بالطرق التقليدية والمتعارف عليها، ولا بأكل حقوق اليتامى ولاعبر السحت الحرام، وانما بأخذ الاموال من دون تأدية الواجبات المطلوبة ازاء ذلك... والسادة كبار المسؤولين يقبضون الاموال الطائلة مقابل مهام وواجبات يجب ان يقوموا بها وتتمثل في خدمة الشعب وتوفير الحياة الحرة الكريمة له، وحتى لو قاموا بهذه المهام والواجبات على اكمل وجه تبقى تلك الرواتب والامتيازات باهضة، فكيف بهم اذا لم يقوموا ولو بجزء بسيط منها..؟لله درك ياسماحة السيد القزويني .. لقد قلتت ما في نفوس العراقيين وصدروهم وقلوبهم التي ملئت قيحا والما من مسؤوليهم عفوا سراقهم في وضح النهار..
https://telegram.me/buratha