محمدمكي آل عيسى
إعتاد خطباؤنا ووعّاظنا و كل من يريد أن يدعو للحجاب وينصح به أن يأخذ الموضوع من جانبين :الجانب الأول :- هو الجانب الشرعي جانب الحلال والحرام وماهو الواجب على الفتاة وكيف علّمها الباريء أن تستر بدنها كي تتقي عذاب جهنم وبيان الآيات الناظرة لذلك وبعض الروايات والأحاديث كحديث المعراج ورؤية النساء السافرات وهن يتعرضن لأشد العذاب بسبب ذلك وغيرها .أما الجانب الثاني :- هو جانب الوعظ الإنساني الذي يبين للفتاة غلاوة جمالها و وثمن سترها لبدنها لتكون كالجوهرة النفيسة لا تتداولها كل عين أو أن السافرة كقطعة الحلوى التي تركت مكشوفة تتعرض لكل ما يلوثها أو أن السافرة كالوردة التي تنتقل من يد إلى يد يلتذ بشمّها الجميع ثم يكون مصيرها أن تداس بالأقدام وترمى في المهملات ومواعظ أخرى .لكنا اليوم نسلط الضوء على جانب مهم جدا قلّما تم التطرق اليه وهو الجانب السياسي في الحجاب وقد يستغرب البعض من هذه الفكرة فما علاقة الحجاب بالسياسة وما دخل السياسة في الحجاب ؟!!لكن هذا الإستغراب لن يطول , ألم نسمع كلنا بمحاربة الحجاب في المدارس والجامعات في فرنسا والمضايقات في بلدان أخرى وصعوبة توضيف المرأة المحجبة هناك بسبب حجابها ؟! , هل سألنا أنفسنا لماذا هذه الحرب الشعواء على الحجاب وهم يدّعون الحرية والديمقراطية ومن حق الفتاة عندهم أن تلبس ما تشاء من غريب الملابس ومستهجنها عدا الحجاب الشرعي الإسلامي؟!على كل فتاة مسلمة أن تدرك أن الحجاب الذي ترتديه ليس مجرد غطاء للرأس والبدن تتقي به نار جهنم وتصون جمالها بل هو شعار الإسلام هو رمز للمجتمع المسلم حيث كلّف الله به المرأة دون الرجل ولمزيد من التوضيح :لو أننا دخلنا قاعة للمحاضرات في مدرسة أو جامعة ووجدنا أن فيها نسبة عالية من المحجبات سنجزم أن هذا المجتمع هو مجتمع مسلم وهذا ظاهر من مظهر الفتيات فيه وبالعكس لو لم نجد محجبة من الفتيات لجزمنا بأنه مجتمع غير مسلم وكذلك لو رأينا أن هناك نسبة من المحجبات لكنهن لم يلتزمن بالحجاب الشرعي لجزمنا أنه مجتمع مسلم لكنه غير ملتزم حق الإلتزام .وهذا لا يظهر لنا في المجتمعات الرجالية بهذا الجلاء لأنها تتشابه بظاهرها مع غير المسلمين ولا نستطيع أن نحدد أن إسلامية المجتمع وإلتزامه من خلال الرجال وبالتأكيد أن الزي الإسلامي للرجل هو الوحيد الذي يعطي للرجال هذا الدور وهو أمر متعسر ومقتصر على المجتمعات الحوزوية التي تعتبر نسبتها قليلة لعامة المجتمع.لذا فالمرأة هي التي تحمل اللواء تحمل الرمز تحمل الشعار عند إلتزامها بحجابها الإسلامي الصحيح وبالتأكيد فإن حامل اللواء هو المستهدف في المعركة لذا نرى المرأة مستهدفة بحجابها يريدوها أن تترك حمل اللواء أن تترك رسالتها وتتخلى عن القيام بدورها وإذا إستجابت لهم وتخلّت عن حجابها سقط اللواء وتقهقر الجيش بكامله. وهنا يتضح لنا لماذا يحارب الغرب الحجاب لأن نسبة المحجبات ستعكس نسبة التواجد الإسلامي في المجتمعات الغربية وهي نسبة زادت في الآونة الأخيرة فأصبحت لا يتهاون في شأنها وبدأت تسبب الخوف والإضطراب لساسة الغرب فيريدون بذلك أن لا تبدو هذه النسبة من خلال المظهر الإسلامي المهم والدائم وهو الحجاب الإسلامي للفتاة .فهنيئا لكل فتاة إلتزمت بحمل لواء الإسلام وفدته بروحها في هذه المعركة وهنيئا لكل فتاة تحولت إلى شوكة في عيون أعداء الله ورسوله وأصبحت تقوم بدور إبراز المظهر الإسلامي للمجتمع وهو الدور الذي لا يستطيع الرجل أن يقوم به إلا بصعوبة .
https://telegram.me/buratha