حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
من الواضح في المشهد السياسي العراقي إن بعض الكتل السياسية باتت لا تستطيع أن تعمل خدمة للمصلحة الوطنية ، بل إن جُل عملها متوقف على مصالحها ، ومقدار المنافع التي يمكن الحصول عليها حتى لو توقف الأمر على إشعال فتيل الأزمات وإدخال البلد وعمليته السياسية في متاهات لا احد يعلم متى يمكن الخروج منها . وللأسف الشديد فان هذه الكتل عندما تتحدث عن مصلحة المواطن والمصلحة الوطنية فانك تجدها تقاتل في سبيل أن تقنع المقابل بأنها من أكثر الكتل خوفا على مصلحة الوطن والمواطن ، وهذا ما نراه جليا من خلال التصريحات الكثيرة في وسائل الإعلام . فقد بات معلوما عند الشعب العراقي إن بعض الكتل السياسية العراقية تحاول جر النار إلى قرصها ولا يهمها الباقي ...؟ وللأسف الشديد أيضا إن هذه الكتل لا يمكن أن تتنازل عن سقوف مطاليبها وهي تعتبرها مطالب وطنية ..! أما المتضرر الأكبر في هذه ( الوطنية ) هو الشعب العراقي . إذ إن السياسيين وبعد لهثهم في تحصيل المنافع والامتيازات والمناصب نسوا أو تناسوا ما وعدوا الشعب العراقي به قبيل الانتخابات البرلمانية الماضية . فالكتل البرلمانية العراقية الان تبحث عن حلول لأزماتها مع بعضها بدون جدوى وهي بذلك تدور في حلقة مفرغة ..؟ فهناك خلافات بين القائمة العراقية وقائمة ائتلاف دولة القانون وخلاف أخر بين قائمة ائتلاف دولة القانون والكتلة الصدرية في التحالف الوطني وخلاف غيره بين التحالف الكردستاني وائتلاف دولة القانون ، وهذه الخلافات لا تقف عند موضوع معين بل إن هناك الكثير من المسائل العالقة بين تلك الكتل أسهمت في زيادة حجم الأزمة مما جعلها تبتعد كثيرا عن المواطن العراقي . ليس هذا فقط بل أثرت هذه الخلافات على الملف الأمني والاقتصادي بشكل كبير ، فالتفجيرات الإرهابية والعمليات الإجرامية اليومية تتصاعد وتيرتها مع تصاعد تلك الخلافات ، كما إن الشعب العراقي لا يعلم ماذا سيكون مصيره في ضل الصفقات الوهمية المتكررة . كل ذلك سببته الأنانية وحب الذات وتغليب المصلحة الشخصية والفئوية والحزبية على المصلحة الوطنية العامة .
https://telegram.me/buratha