سعد البصري
ورد عن النبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين " وفي حديث أخر " المغبون من تساوى أمسه ويومه " صدق رسول الله ( ص ) . ونحن من المفروض في العراق الجديد أن نتخذ من أحاديث النبي والأئمة ( صلوات الله عليهم أجمعين ) دستورا ونهجا وطريقا لكي ننجح في عملنا واخص بالذكر هنا ( حكومتنا الموقرة ) التي لابد عليها باعتبارها حكومة تغلب عليها الصبغة الإسلامية . إذ لا يمكن أن نعتبرها إسلامية مائة بالمائة لوجود بعض العناصر في تلك الحكومة من العلمانيين والليبراليين وبعض الطوائف والأديان الأخرى . وعلى العموم فان كل من ينتمي للحكومة لابد عليه أن يعتبر تلك الأحاديث عناصر تقويم ونصح في سبيل نجاح واستمرار عمله . ولكن ما يحدث الان غير ما لابد أن يكون ..؟! فظاهرة هروب السجناء المتكررة باتت من الظواهر الخطيرة في المشهد العراقي إذ يتابع العراقيون بين فترة ( قصيرة ) وأخرى هروب سجناء ومعتقلين ومجرمين من سجون العراق . والظاهر إن وراء مثل تلك الظاهرة وجود صفقات وربما اتفاقات بين القائمين والمسؤولين على هذه السجون وبين جهات أخرى تحاول أن تضعف الحكومة أو أنها تؤدي خدمة لأجندة معينة . فقد أبدى بعض النواب امتعاضهم من هذا الموضوع المتكرر وحملوا رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة والبرلمان العراقي ووزارة العدل والجهات الأمنية مسؤولية تكرار مشهد هروب السجناء في البلاد . والتي كان أخرها هروب ( 25 ) سجينا من سجن الموصل . وذلك من خلال عدم المصادقة على أحكام الإعدام الصادرة من القضاء والتي من المفروض أن يصادق عليها لان أحكام الإعدام مرت بعدة مراحل من التدقيق من قاضي التحقيق إلى التمييز عليها وهذه كلها أثبتت تورط هؤلاء بالجرائم و بعض الهاربين ارتكبوا جرائم تتعلق بالإرهاب والقتل وغيرها . وكانت البلاد قد شهدت خلال الفترة الماضية تسجيل العديد من حالات الهروب من المعتقلات حيث تمكن عدد من السجناء من الهروب في ساعة متأخرة مطلع شهر آب الماضي من سجن الحلة الإصلاحي التابع لوزارة العدل بعد اشتباكهم بالأسلحة الرشاشة مع حراس السجن في عملية وصفت بالأكبر من نوعها لهروب السجناء الذي تشهده المحافظة . كما هرب 20 معتقلاً مطلع تشرين الثاني الماضي من سجن تسفيرات الرصافة بعد الاشتباك مع حراس السجن كما هرب 12 معتقلاً ينتمون لتنظيم القاعدة في كانون الثاني الماضي من مقر خلية الاستخبارات المشتركة المرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة في مجمع القصور الرئاسية في منطقة البراضعية القريبة من مركز مدينة البصرة ، وهكذا تستمر هذه الهروبات وبنجاح كبير ، لان من الواضح جدا إن تهريب أو تسهيل هروب السجناء هي صفقة مربحة جدا.
https://telegram.me/buratha