الكاتب ..عمران الواسطي
لطالما دعت المرجعية الدينية ، ومن خلال وكلائها ومعتمديها المنتشرين في جميع المحافظات العراقية ( دعت ) الحكومة المركزية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب العراقي الذي عانى الكثير من الظلم والاستبداد فترة حكم حزب البعث الدموي على العراق . فكان لتوجيهات المرجعية الدينية العنوان الأبرز في حفظ الأرواح وتقوية اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي . وهذا ما شهدناه في أكثر من حدث مر بالعراق . وكان ابرز تلك الأحداث التي كان للمرجعية الدينية الفضل في احتوائها هو هدم قبة الإمامين العسكريين ( عليهما السلام ) من قبل الإرهابيين والتكفيريين الجبناء بحيث كانت توجيهات المرجعية العليا هو عدم الانجرار وراء النعرات الطائفية وتفويت الفرصة على كل الذين يريدون أن يتحكموا بمقدرات وأرواح الشعب العراقي . ولم تقف توجيهات المرجعية الدينية عند هذا الحد ، فلطالما كانت البيانات التي تحث الفرقاء السياسيين على الاهتمام بمصلحة الوطن والمواطن والابتعاد عن الجري وراء المصالح والمنافع الشخصية والفئوية وضرورة تبادل الثقة بين أطراف العملية السياسية في العراق ورص الصفوف والمشاركة في صنع مستقبل العراق . فقد أشار وكيل المرجعية العليا وخطيب جمعة كربلاء المقدسة إلى إن على السياسيين العراقيين مد جسور الثقة فيما بينهم . بحيث إذا لم تحصل جسور الثقة بين الفرقاء السياسيين فان كل المحاولات ستكون محاولات ميتة ، ونتيجة لهذه التشنجات والتجاذبات فان من يدفع الثمن هو البلد والمواطن . وهذه التجاذبات ليس لها خط احمر .. لذلك لابد من وجود خط احمر في التجاذبات والمقصود بالخط الأحمر أن لا نتساهل فيه ، فالجانب الأمني إذا قوى اعتقد إن كل الجهات السياسية ستقوى .. نعم قد تكون هناك بعض الجهات مريضة وتستفيد من المشاكل التي تحدث ! . كما إن مسألة الثقة مسألة حقيقة تحتاج إلى جرأة والى خطوة حقيقية ومصارحة بالمشاكل التي جعلت هناك أزمة ثقة بين بعض الأطراف السياسية العراقية .. وكم مرة تكلمنا بهذا الكلام ؟! ولكن الحقيقة لا يصغي الإخوة ! أو يصغي لكن لا يسمع ! أو يسمع لكنه يتغافل ! . ومع كل ذلك تستمر توجيهات المراجع العظام في سبيل الحث إلى الوصول إلى نتائج تخدم البلاد والعباد . كما إن على السياسيين العراقيين أن يجعلوا هذه التوجيهات نصب أعينهم ولا يتجاهلوها إذا ما أرادوا النجاح والتوفيق . فالمرجعية الدينية تدعو إلى تفعيل الثقة بين الفرقاء لكي نصل إلى نتائج ترضي الجميع .
https://telegram.me/buratha