المقالات

قوة الدولة الحقيقية

1082 12:00:00 2011-09-05

احمد عبد الرحمن

لاتكمن القوة الحقيقية للدولة والمجتمع، التي يفترض ان تفرز الامن والاستقرار والتعايش وتلبية متطلبات واحتياجات المواطنين المادية والمعنوية، والارتقاء بالمستوى الثقافي والسلوكي لهم، لاتكمن في العدد الكبير من قوات الجيش والشرطة ، ولابترسانة الاسلحة والمعدات العسكرية الحديثة والمتطورة، ولا بكثرة نقاط التفتييش ومظاهر العسكر في الشوارع والمدن، ولا بأشاعة القيم والثقافة العسكرتارية في المجتمع.لاشك ان أي بلد من البلد، واي مجتمع من المجتمعات يحتاج الى وجود الجيش والى الاسلحة والى جملة من الاجراءات التي من شأنها المساهمة في اشاعة الامن والاستقرار والسلم الاجتماعي، لكن ان يختزل الامن والاستقرار بها واهمال العناصر والعوامل الاخرى، فهذا خطأ كبير وفادح جدا.قوة الدولة الحقيقية، ومن ضمنها المجتمع الذي يشكل احد عناصرها الاساسية الى جانب الارض والسلطة السياسية، تكمن في عوامل اخرى لاتقل اهمية عن الجيش والشرطة والسلاح وما يرتبط بها من ظواهر ومظاهر.فوجود الدستور المتفق عليه والمقر من قبل ابناء الشعب، عامل اساسي ومهم من عوامل قوة وتماسك الدولة، وكذلك الامر بالنسبة للمؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية الفاعلة والمؤثرة والمضطلعة بمهامها ووظائفها بأيجابية وبما يعود بالنفع والفائدة على كل افراد المجتمع، وكذلك الامر بالنسبة لمؤسسات المجتمع الدني المختلفة ووسائل الاعلام التي تعكس توجهات الرأي العام وتعبر عن هموم وتطلعات المواطنين بصدق وموضوعية وحياد ومهنية.وذلك لايتحقق الا بأحترام الدستور والالتزام بمضامنيه، بأعتباره يمثل المرجع لكل القوى والمكونات السياسية والاجتماعية، واختيار الاشخاص الكفوئين والنزيهين والقادرين على تقديم الخدمة، والتكاتف والتازر لمواجهة كل مظاهر الفساد والافساد الاداري والمالي والاخلاقي في مؤسسات الدولة والمجتمع، والتزام الجميع بالاتفاقيات والمواثيق المبرمة، اضافة الى ترسيخ وتكريس مبدأ المشاركة الحقيقية في ادارة شؤون الدولة والمجتمع وفق اسس ومعايير عادلة ومنصفة.وكذلك فأن القوة الحقيقية للدولة تكمن في وضع وصياغة الخطط والمشاريع والرؤى والتصورات المدروسة والعملية والعلمية والواقعية بعيدا عن الارتجال والاجتهادات الخاطئة التي يحكمها المزاج والتجريب وحسابات المصالح الفئوية الخاصة لا المصالح الوطنية العامة. لو تم الالتفات الى هذه العوامل والعناصر والاهتمام والحرص على تطبيقها وترجمتها على ارض الواقع، لانفرجت الكثير من الازمات، وعولجت الكثير من المشاكل، وذللت الكثير من العقبات، وتقلصت الكثير من المسافات بين شركاء الوطن الواحد. ولصينت الكثير من الارواح والدماء العزيزة والطاهرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك