مهند حبيب السماوي
كثر هي الدروس التي استقاها الباحثون والكتاب من انتصار الثوار على نظام القذافي عموماً وهروب طاغية ليبيا معمر القذافي كالجرذ من قصره خصوصاً، لدرجة أن عشرات المقالات والكتابات الغربية، التي هي مدار اهتمامي ، وجدت لها طريقا سالكا في الصحافة والإعلام ..تشرح ماجرى.....تفسر الذي حصل .. تحلل مكوناته... وتفكك حيثياته...من اجل الخروج بتقويم موضوعي يجعلنا نفهم ونعي حقيقة أحداث ثورة 17 شباط الليبية.وقد كتب السيد فيصل القاسم مقدم برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة مقالا نشر يوم الأربعاء 31 اب 2011 بعنوان " الطواغيت العرب عناتر قبل السقوط جرذان بعده" سلط فيه الضوء على موضوعة سلوك الطغاة العرب قبل وبعد سقوطهم المخزي، اذ يكون السلوك جسور وقاسي مع شعوبهم قبل ان يتساقطون وبعدها يكونا خانعين ضعفاء مهزومين كالجرذان يبحثون عن مكان يأويهم . ولكن مايؤخذ على السيد القاسم، ونحن نقرأ مقالته الجميلة انه، وفي معرض استغرابه من عدم اتعاظ الطغاة العرب بالتاريخ القريب لطغاة غيرهم، لم يذكر بالأسم صراحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو، كما يعرف الجميع مما لم يتلحفوا بعباءة امواله والهم الضلالي المتعلق بكونه قائد الأمة، زعيم الطغاة العرب واحد اكبر الجبابرة في العالم العربي والغربي ايضاً. على الرغم من هذه الحقيقة الناصعة التي لايماحك في مصداقيتها ولايجادل في حقيقتها الا من غرق في ضلاله ، نجد ان السيد القاسم يصف ما يفعله الطغاة العرب قبل وبعد هروبهم بعبارات والفاظ، بعضها واضحة الدلالة والاخرى تحتاج لتفسير، لا تنطبق الا على الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي هرب بعد سقوط حكومته واختبئ في جحر او حفرة ليتم بعد ذلك القبض عليه فيها لتنكشف حقيقته ويفتضح أمره وشجاعته الوهمية الكاذبة أمام العالم اجمع. لنقف على بعض العبارات التي جاءت في هذه المقالة وهي تأتي في سياق يتعلق بسلوك الطغاة العرب وتصرفاتهم قبل وإثناء وبعد سقوطهم وتساقطهم المهين في ارض المعارك التي تفجرت ضدهم. العبارات التي وردت في المقالة على نوعين.... الأولى خاصة واضحة لا تنطبق إلا على صدام والثانية عامة يمكن ان نفسرها ونطبقها على صدام ايضا... العبارات الاولى:
1- وكلنا سمع العبارات الشهيرة التي كان يصدح بها الطواغيت العرب مثل: "وليخسأ الخاسئون"...2- يا الله لماذا لم يتعظوا من تجربة الذين تعنتروا في الماضي ثم انتهوا على حبال المشانق؟ 3- لقد هدد بعضهم قبل سنين بنقل المعركة إلى الغرب وبتحويل الأرض إلى جحيم تحت أقدام الغزاة....4- ليتم لاحقاً العثور عليهم في حالة مزرية للغاية، ثم تم عرض بعضهم أمام العالم في وضع يرثى له....
اما العبارات العامة الاخرى فهي ..
1-فبدلاً من الاستفادة من تجارب الذين سبقوهم وأخذ العبرة من السوابق التاريخية الكثيرة، ها هم يقعون في الحفرة نفسها التي وقع بها أسلافهم في الماضي القريب والبعيد....2- وليس أدل على جبن الطواغيت أنهم يهربون كالجرذان بعد سقوطهم إلى أقرب حفرة....3- اللجوء إلى الحفر القذرة والزوايا المظلمة تحت الأرض كما تلجأ الخنافس والصراصير والفئران....4- ألم يكن من الأشرف لهم توجيه فوهات مسدساتهم الشهيرة التي طالما تباهوا بها وقتلوا العشرات بها إلى رؤوسهم بدل الهرب بطريقة مذلة للغاية؟...6- كم هو مضحك صوت الطاغية وهو يتوعد ويزبد ويرغي بينما لا أحد يعرف مكانه سوى الصراصير والبراغيث من حوله....7- لقد هدد بعضهم قبل سنين بنقل المعركة إلى الغرب وبتحويل الأرض إلى جحيم تحت أقدام الغزاة....8 - أصبح وزراء إعلامهم الكوميديون في الأدبيات الإعلامية رمزاً للكذب والبهتان والتبجح الفارغ.....9- كما أنهم لم ينتصروا يوماً إلا على شعوبهم العزل... في النهاية من حقنا ان نسأل السيد فيصل القاسم ...لماذا لم يذكر أسم صدام حسين صراحة في مقاله؟ و ماهي العقبات التي تحول دون ذكر صدام حسين ؟ ممن يخشى فيصل القاسم ؟ وهل في ذكر صدم حسين كطاغية جبان سابق على القذافي نوعا من النرجسية الفكرية حيث تعني ارتداد القاسم عن تلك الفترة التي كان يدافع فيها عن النظام السابق في برامجه بصورة او بأخرى ؟
https://telegram.me/buratha