كريم الوائلي
تتصل تسمية ((كتلة المواطن)) بمساعي تيار شهيد المحراب الهادفة الى بناء دولة المواطن في العراق والتي تقوم اساسا على مبدأ عائدية الدولة بكل مرتكزاتها ووظائفها واهدافها وخدماتها لمصلحة المواطن وهذا ما سعى له المجلس الاعلى من خلال اعتبار المواطن حجر الزاوية في عمله اليومي وعلاقاته مع الاطراف ذات الصلة بمصالح المواطنين ومن خلال دعمه للتحولات الوطنية الجارية في البلاد ولا سيما تلك التحولات التي تجذر الممارسات الديمقراطية وتصون المؤسسات الدستورية وترسي الاسس المادية والثقافية التي تمهد السبيل الى تقبل وتفهم التقاليد الديمقراطية الجديدة في المجتمع العراقي وعلى ذلك فأن تسمية كتلة شهيد المحراب بأسم كتلة المواطن قد ارتبطت بمبدئين اساسيين هما توفير المزيد من الحصانة للدستور واحترامه والنظر إليه بوصفه اهم المنجزات الوطنية بعد سقوط الدكتاتورية والمبدء الآخر هو الشراكة الوطنية وفتح الطريق امام الجهود والرؤى والافكار العراقية المختلفة التي تصب في تعزيز التجربة الديمقراطية في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد . ولما كان الدستور قد كتب تلبية لحاجات المواطن وتنظيم علاقاته وتحديد واجباته وتثبيت حقوقه والاجتهاد في سن وتشريع القوانين المختلفة المستنبطة منه والتي تسهل وتنظم تمتع المواطن بحقوق المواطنة الكاملة بعد ان صوّت المواطن لصالح هذا الدستور ووافق عليه فانه من الواجب والطبيعي ان تكون القوى السياسية الماسكة بالسلطة والحكومة حريصة كل الحرص على صيانة الدستور واحترامه طالما ان هذا الدستور لم تستنفد قواه التشريعية بعد ولم تتح له الفرصة الكاملة للتوظيف وان هناك حلقات منه لم توضع في موضع التطبيق لذا فأن تهوين الدستور واستسهال خرقه والامعان في تناسيه يفقد المشروع الوطني العراقي شرعيته وشرعية الحكومة نفسها ويفتح الطريق امام الفوضى ويمنح اعداء العراق والمتربصين بالتجربة العراقية المزيد من الفرص للانقضاض والاجهاز عل مجمل الانجازات المتحققة وهذا ما يخشاه المواطن وما يتخوّف منه اضف الى ذلك ان تهميش الدستور من دون الالتفات الى رأي المواطن واستشفاف ميوله ومصالحه يعد تنصل غير اخلاقي عن التزامات وتعهدات وعهود الجهات التي منحها المواطن - وفق الدستور - صوته وتأييده وتوكيله في ادارة مصالحه وعلى ذلك فأن تسمية كتلة تيار شهيد المحراب بكتلة المواطن انما هي اجراء ينسجم مع روح وجوهر واهداف ومرام الدستور ويعزز من مكانة الدستور والمواطن على حد سواء . ان بناء دولة المواطنة يتطلب النظر وبوعي متقدم الى الاسس والسبل التي تهيئ وتمهد الضروف الموضوعية لبناء تلك الدولة ونعني بذلك المراحل المهمة والخطرة التي تجري فيها سلسلة من التدابير منها تعزيز الاستقلال الناجز واستكمال البنى الفوقية (من ثقافة ديمقراطية وقانونية) وبنى تحتية ( هيكلة الاقتصاد الوطني وتعزيز ثقة المواطن بالخدمات التي تقدمها الدولة ) والاهم من ذلك هو الاجراء الثالث ونعني به مجمل التدابير التي تزيل الفوارق تدريجيا بين المكونات العراقية المتعددت وتقلل من التشنجات الاجتماعية الموروثة من عهود القهر والاستبداد وهذا ما عناه تيار شهيد المحراب بتاكيده على الشراكة الوطنية التي تعد الوسيلة الناجعة في اشاعة الثقة بين مكونات الشعب العراقي واشعارهم بأهمية دورهم ومساهمتهم ببناء دولة المواطنة وعلى ذلك فأن ((كتلة المواطن)) هي تعبير وتجسيد لصفة المواطنة وتستجيب لاهداف الشراكة الوطنية وتعزز من تأثيرها .وقد اتت تسمية (( كتلة المواطن )) في وقت يكاد يكون فيه المواطن قد اصبح على شفى اليأس والاحباط من جراء الاخفاقات المختلفة والمتلاحقة في المجالات الخدمية والامنية وتفاقم الفساد المالي والاداري وتنامي مستويات البطالة وتصاعد وتيرة التناحر والتدافع بين القوى السياسية وتراجع التنمية والاعمار وارتفاع اسعار المواد الاساسية وضعف دعم وانتظام البطاقة التموينية وتعميق ازمة السكن والتعقيدات الادارية التي تحول دون انجاز معاملات ومصالح المواطن في دوائر الدولة وتعكير المسار الطبيعي لحياة المواطنين وعلى ذلك فأن اطلاق صفة المواطن على كتلة شهيد المحراب في مجلس النواب ومجالس المحافظات تشكل عامل جذب لنظر المسؤول الحكومي والفات نظره لما يعانية الناس من نسيان .
https://telegram.me/buratha