حافظ آل بشارة
الانظمة العربية المتساقطة كانت تشتم العراقيين في اعلامها وترسم لهم صورة الشعب المستعين بالاجانب لاسقاط نظام حكمه العروبي الوطني ورجالاته رجالات الخيل والليل ولعدوهم كل الويل ، دارت الدوائر على حكام العرب فمنهم من هزم ومنهم من ينتظر ، حسني مبارك الممدد على سرير المحكمة يشير بوضوح الى جثة النظام السياسي العربي الراهن وهو يحاكم في ساحات الاعتصام الشعبي ، الطواغيت الاشقاء طوقتهم الحرائق فوجدنا شعوبهم تفعل مثل ما فعل شعب العراق في مواجهة صدام حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، واذا كانت عواصم العرب قد وصمت العراقيين آنذاك بالعمالة والخيانة فعلى شعوبها ان تعيد للشعب العراقي الاعتبار خاصة وانهم اتخذوا منه قدوة ، فالظروف متشابهة وهناك سيناريوهات مكررة في العراق وتونس ومصر وليبيا ، مثل الاعتماد على التدخل الاجنبي او الترحيب به والاستعانة بالعامل الدولي في حسم المشكلة ، كذلك هروب الرئيس واختفاؤه والقاء خطابات مضحكة من مكان الاختفاء ، ثم هجوم جماهيري على دوائر النظام و تخريب متعمد يقوم به ازلام النظام لينسبوه الى الثوار ، بعدها حدوث عمليات (حواسم) لممتلكات الدولة ، وأخيرا الدخول الى معركة البديل السياسي وفيها الوان من الاستقطاب الحزبي والطائفي والعرقي والضياع والفوضى والارتباك ومحاولات لتأسيس اسلوب ديمقراطي وسط مجتمع فاقد للثقافة الديمقراطية يراوح بين البداوة و القمع ، وصراع بين القوى السياسية يصل الى حد الاحتراب الاهلي ، عندما يمر العراق بهذه التحولات يعزوها العرب الى ما يسمونه بالاحتلال الاجنبي ثم ينفخون ابواق المقاومة لابادة المدنيين في الاسواق والمساجد ! ولكنهم عندما يمرون بالتحولات نفسها يصفون ما يجري عندهم بانه حالة ثورة وبطولة ودخول عهد جديد وما الى ذلك من الاوصاف ، والغريب ان المصريين والتونسيين والليبيين كلهم توسلوا بحلف الاطلسي واميركا وبعضهم استغاث باسرائيل ! لانقاذهم من حكامهم ولم يسموا ذلك دعوة للاحتلال او تواطؤا معه ، ومع ان اجواء التفاؤل بالمستقبل سائدة الا ان اللقطات المؤسفة في الاداء الاعلامي العربي لاتنسى ابدا ، لان القنوات النشطة التي تغطي ما حدث في العراق ومصر وتونس وليبيا وما يتفاعل حاليا في اليمن والبحرين وسورية والسودان هي قنوات لحكومات حكامها هم الآخرون خائفون من الموجة المقبلة ، مع ذلك يصرون على الكيل بمكيالين ، فثورة سورية ثورة رائعة ، وثورة البحرين مؤامرة ايرانية ، وثورة العراق احتلال اجنبي ، هذه القنوات لا تريد ان تدعم التغيير في العالم العربي بقدر ما تريد ان ترسم صورا مزورة لما يجري . يقال ان وجود صحفيين اجانب يعملون في بعض قنوات العرب الحالية كان له تأثير ايجابي فقد اسسوا مشاريع اعلامية جيدة وقدموا احيانا معالجات عالية المهنية مع ان اعمالهم هذه لا تحظى برضا ادارات تلك القنوات . ليت الاجانب يحتلون جميع الفضائيات العربية
https://telegram.me/buratha