المقالات

الفرق بين ثورتنا وثورتهم

767 11:03:00 2011-09-06

حافظ آل بشارة

الانظمة العربية المتساقطة كانت تشتم العراقيين في اعلامها وترسم لهم صورة الشعب المستعين بالاجانب لاسقاط نظام حكمه العروبي الوطني ورجالاته رجالات الخيل والليل ولعدوهم كل الويل ، دارت الدوائر على حكام العرب فمنهم من هزم ومنهم من ينتظر ، حسني مبارك الممدد على سرير المحكمة يشير بوضوح الى جثة النظام السياسي العربي الراهن وهو يحاكم في ساحات الاعتصام الشعبي ، الطواغيت الاشقاء طوقتهم الحرائق فوجدنا شعوبهم تفعل مثل ما فعل شعب العراق في مواجهة صدام حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، واذا كانت عواصم العرب قد وصمت العراقيين آنذاك بالعمالة والخيانة فعلى شعوبها ان تعيد للشعب العراقي الاعتبار خاصة وانهم اتخذوا منه قدوة ، فالظروف متشابهة وهناك سيناريوهات مكررة في العراق وتونس ومصر وليبيا ، مثل الاعتماد على التدخل الاجنبي او الترحيب به والاستعانة بالعامل الدولي في حسم المشكلة ، كذلك هروب الرئيس واختفاؤه والقاء خطابات مضحكة من مكان الاختفاء ، ثم هجوم جماهيري على دوائر النظام و تخريب متعمد يقوم به ازلام النظام لينسبوه الى الثوار ، بعدها حدوث عمليات (حواسم) لممتلكات الدولة ، وأخيرا الدخول الى معركة البديل السياسي وفيها الوان من الاستقطاب الحزبي والطائفي والعرقي والضياع والفوضى والارتباك ومحاولات لتأسيس اسلوب ديمقراطي وسط مجتمع فاقد للثقافة الديمقراطية يراوح بين البداوة و القمع ، وصراع بين القوى السياسية يصل الى حد الاحتراب الاهلي ، عندما يمر العراق بهذه التحولات يعزوها العرب الى ما يسمونه بالاحتلال الاجنبي ثم ينفخون ابواق المقاومة لابادة المدنيين في الاسواق والمساجد ! ولكنهم عندما يمرون بالتحولات نفسها يصفون ما يجري عندهم بانه حالة ثورة وبطولة ودخول عهد جديد وما الى ذلك من الاوصاف ، والغريب ان المصريين والتونسيين والليبيين كلهم توسلوا بحلف الاطلسي واميركا وبعضهم استغاث باسرائيل ! لانقاذهم من حكامهم ولم يسموا ذلك دعوة للاحتلال او تواطؤا معه ، ومع ان اجواء التفاؤل بالمستقبل سائدة الا ان اللقطات المؤسفة في الاداء الاعلامي العربي لاتنسى ابدا ، لان القنوات النشطة التي تغطي ما حدث في العراق ومصر وتونس وليبيا وما يتفاعل حاليا في اليمن والبحرين وسورية والسودان هي قنوات لحكومات حكامها هم الآخرون خائفون من الموجة المقبلة ، مع ذلك يصرون على الكيل بمكيالين ، فثورة سورية ثورة رائعة ، وثورة البحرين مؤامرة ايرانية ، وثورة العراق احتلال اجنبي ، هذه القنوات لا تريد ان تدعم التغيير في العالم العربي بقدر ما تريد ان ترسم صورا مزورة لما يجري . يقال ان وجود صحفيين اجانب يعملون في بعض قنوات العرب الحالية كان له تأثير ايجابي فقد اسسوا مشاريع اعلامية جيدة وقدموا احيانا معالجات عالية المهنية مع ان اعمالهم هذه لا تحظى برضا ادارات تلك القنوات . ليت الاجانب يحتلون جميع الفضائيات العربية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-09-08
كل البلدان الفقيرة يصير فيها خير الا العراق ابو الخيرات في ظل حكومة فاسدة وبرلمان مصلحي وقوانين ودستور تعبان ولا حقوق للشعب العراقي
ابو تغريد
2011-09-07
أين ثورتنا؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك