عيسى السيد جعفر رئيس مجلس ادارة جريدة البينة
العراق كعادته منذ نيسان 2003 هو دائماً أقرب الى الانفجار من الوفاق الوطني. وتتقاذفه الآن العديد من التجاذبات السياسية الداخلية متطورة الى عداء حدي إقصائي، في سوق نخاسة سياسية توظف وتشغل مسرح الدمى لأهداف أجندات إقليمية ودولية. وقليل من ساسته من يرحم العراق ـ الوطن، وقليل منهم من يحترم مصالحه العليا واستقراره الداخلي ويحسب حسابا للخطوط الحمر القانية فيه. وآخر معارك التجاذبات هي معركة سحب الثقة من مفوضية الإنتخابات، التي نتفق جميعا على أنها بوضع لا يلبي الطموح، ولكن توقيت عملية سحب الثقة لم يكن موفقا، وبين أيدينا المعطيات التالية : الحكومة تقدم برنامجها الى مجلس النواب بعد تشكيلها بقرابة سنة! ليكون دليل عمل لما تبقى من عمرها بعد أن ترشق!!...المعطى الثاني : برنامج الترشيق الذي قدمه رئيس مجلس الوزراء، وهو برنامج أولي سيأخذ من النقاش وقتا قد يكول الى نهاية عمر الحكومة !!..المعطى الثالث : أن هناك إستحقاقات إنتخابية قادمة، منها إنتخابات مجالس محافظات أقليم كوردستان، ومنها إنتخابات مجالس المحافظات في عموم العراق، ومنها الأستفتاءات على إنشاء أقاليم وفقا للمطالبات المتزايدة من المحافظات بعد خيبات سكانها من سلطة مركزية غير ناجحة!!..المعطى الرابع : عرض قانون الأحزاب على مجلس النواب مما يفترض خطوة نحو ترشيد الحياة السياسية في العراق.. المعطى الخامس : تلكوء الجهة التشريعية وتسويفها ومماطلتها في إقرار قانون تخفيض رواتب الرئاسات والطبقة الأدارية العليا، وهو ما يشكل تحديا للإرادة الشعبية..المعطى السادس: إستحقاقات الخدمات التي جاء شهر رمضان ليفضحها بتراجع كبير في تجهيز الطاقة الكهرابئية وأزمة مستجدة في الوقود..المعطى السادس:حزمة كبيرة من القوانين المركونة على رفوف لجان مجلس النواب فيما القادة السياسيين مشغولين بالمناكفات والتناحرات والمكايدات السياسية.. غير أن في مقدمتها معطى أكبر يزيحها جميعا الى "خانة اليك" كما يعبر عن ذلك أخوتنا الكورد.. ألا وهو معطى إستحقاق إنسحاب نهائي لقوات الإحتلال وما يحيط به من غموض يخلف نتائجا سلبية على الأرض...إن الإمعان في المعطيات السابقة يجعلنا نقول أن العراق بحاجة الى إعادة تفصيل وإعادة صياغة ثم إعادة بناء فيما يتوافق مع مرامي شعبه وليس مرامي ساسته، وبما يتوافق مع قراءة واقعية لتلك المعطيات، وليس من خلال تحرك غير محسوب قد يضر التحالف الوطني كقوة سياسية تمثل الشريحة الأكبر من العراقيين...
https://telegram.me/buratha