مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش
الكلمات الصادقة ليست جميلة على الدوام.. وجميل الكلام ليس صادقا في أغلب الأحيان, فإذا لم تكن "لحيسيا" أي كنت ممن يرفضون النفاق ومسح الأكتاف، ورفضت التحريف والتزييف، وإذا قلت "لا" دون تأتأة أو تردد، و إذا لم تكن يوما من المداهنين ولا من أصحاب أنصاف المواقف وترفض القفز بين هذا وذاك! ، فعلى الأغلب سيكون مصيرك مصير مصير أبا ذر الغفاري..النفي الى الربذة...فإذا كنت من أصاحب والرؤى الخلاقة إستنادا الى فكر حقيقي، وتحمل في دواخلك مشروع إنسان يريد التعايش السلمي، وتؤمن بالموضوعية، وترفض التطرف، وتعمل بالحياد دون الغلو.. فاستعد وتهيأ لحرب ظروس يشنها عليك المتدين الجاهل، و الماركسي المتطرف واللبرالي الجشع، واصبر على كراهية ومعاداة الزنيم المستبد، وتحمل استغلال الانتهازي اللئيم. وأعلم أن ألف فأس وفأس تترصدك وتتربص بك، بدءا بفأس الصديق والقريب التي هي أشد مضادة من الحسام، وانتهاء بفأس الخصم المعارض والمقايض. وإذا لم تستطع لذلك تحملا و تملك درعا تقيك ضربات المناهضين ، فاحزم أمتعتك وارحل إلى أرض خلاء، ليس فيها بشر، لأنك لن تستطيع أن تحيا في مجتمع لا سيادة فيه للضمير ولا مكان للأخلاق ولا فسحة لقلب يحلم بالقيم والجمال. مجتمع مكدس بأفكار ميته وأخرى قاتلة. مجتمع تطلق فيه الرصاصة ليس دفاعا عن مظلوم ولكن لقتل الحب والوئام، و ترفع به الفأس فقط لإجثتات الشجرة الوارفة الظلال، ولدفن الأنوار الساطعة، وقتل العقول النيرة. مجتمع لا تقدم فيه المواعظ إلا لتبرير الارتداد والانحطاط والجمود، و لا تلقى فيه الخطب إلا لشرعنة الاستبداد وأعراف الهيمنة والظلم.إنك سيدي في العراق إذن!! حيث تعيش في مجتمع يرى قادته السياسيين أن الديموقراطية هي أن تكون واحدا من القطيع، تتخندق أينما أُريد لك أن تصطف، رغم أنك ابعد الناس عن أوكار التخندق، وحركات التشرذم والسرية، وترفض أن تصفق لشعاراتها وأن تكون بوقا لمهازلها واحتفالياتها الباهتة...كلام قبل السلام: لابأس أن ننتظر قليلا! بضعة أشهر مثلا لا تشكل شيئا من عمر لا نعرف فيم أفنيناه...سلام...
https://telegram.me/buratha