• بقلم: علي لطيف الدراجي
عظيمة هذه الرسالة التي حملها أئمتنا الأطهار(ع) لكل البشرية لكي يعيشوا في كنف الحق والعدالة والسلام ولكي يستظلوا تحت افياء القرآن وحكمة البارئ عز وجل ، فكل ماجاء به أئمة الهدى هي من تعاليم الله سبحانه وماقالوه وعملوا به هو من فيض لطفه وقدرته ورحمته.لذا دجج الشر كل طاقاته وإمكانياته للوقوف بوجه عترة آل محمد(ع) وعملوا لحقب طويلة ومنذ أزمان بعيدة على إجهاض تلك الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت في الأرض وفرعها في السماء فأراقوا الدماء وأعلنوا الحرب وشيدوا البنى الطاغوتية واستحلوا حرام الله وحرموا حلاله ونحروا الإنسانية بسيف جورهم ولم يتحرروا من قيود الشيطان الذي بات رفيقاً لهم في حلهم وترحالهم ووجد فيهم ضالته.رحلت تلك الأنوار الى بارئها بعد ان عاشت في ظلم وحيف كبيرين وبعد ان حوربوا ومنعوا من بث دعواهم فدخلوا السجون وعانوا من الملاحقة هنا وهناك واستشهدوا على يد البغاة بطريقة الغدر التي باتت من سجاياهم ، ومرت قرون من الزمن انطوت فيها صفحات عديدة إلا ان التاريخ يأبى إلا ان يعيد نفسه في تلك الصورة الوحشية الملطخة بالدماء والمحاطة بهالة من الضغينة الحمقاء ، ولم يزل الشيطان ينجب من رحمه اجيالاً من أللعناء ، شياطين بوجوه البشر ، وأراذل لم يفطموا بعد من الفجور ، يريدون ان يكملوا مابقي من جرائم الامس ويمدوا أياديهم من جديد لكي يذبحوا الإنسانية ويخرجوا ألسنتهم النتنة بغية النيل من ربوع العطاء ومن مصابيح تمزق ببهائها الدجى.فهم لم ينتهوا بعد من مواسم عداوتهم ، ولم يتعبوا من مشوار حربهم التي ارادوها أزلية ضد اهل البيت(ع) واتباعهم اينما كانوا ، لذا نجد في كل يوم ووقت يزيد يرمق السماء بنظرة بأستهزاء وشمر يجلس على صدر الحسين وابن سعد الطامع بثروة ثمنها دماء تنزف من اوردة الشموخ ، وشريح يحكم بمطرقة الطغاة.اما اولئك الذين يعملون وفق منطق(تبرئة الجلاد وإدانة الضحية) فهم إعلام الجور وأقلامه التي تقتل الحقيقة وتأخذ بيد الباطل الى حيث يريد.تتوالى المشاهد ويطول الوقت وقضية الإمام الحسين(ع) هي في مرمى سمومهم ، هذه القضية العظيمة التي ننظر اليها كقضية إنسان عادل لم يرضى بالخضوع والانصياع لإرادة الطاغوت ولم يعهد له بالولاء لأنه خارج عن دين الله وهم ينظرون اليها على انها قضية انسان خارج عن طوع الحاكم وان كان فاجراً وعائم في نهر المنكر ، وهذا دون شك هو ديدن الفاجر.إن قضية ابي الشهداء(ع) وثورته هي نور في نهاية كل نفق مظلم ، لذا ما ان يحدث تغيير او ثورة شعبية في أي بقعة من العالم الا وكان الإمام الحسين(ع) رمزا فيها وفكراَ يغنيها وترنيمة على السن الأحرار لأنه صاغ لها درساً لم تعهده الدنيا في الخروج عن دائرة الهيمنة والإنفلات من قبضة التسلط والجبروت والتحرر من طوق الخوف الذي يضعه الطاغية في رقاب المستضعفين كي يركعوا تحت أقدام كرسي عهده المقيت.هذا هو الحسين(ع) وهذه هي رسالته التي ارادنا ان نفهمها جيداً بأن الظالم لامكان له بيننا لأنه ليس قدر الله على الأرض ، اما الموت فأين هو اذا اقبلت بعده الحرية تهرول من مكمنها ، فهو (ع) يقول خُط الموت على ولد ادم مخط القلادة على جيد الفتاة قالها في مكة وهو يتوجه برفقة أهل بيته وأصحابه الى المكان الذي سيقابل فيه الباطل وهو يعلم ان نهايته ستكون هناك ولكنها ليست النهاية التي رسمه يزيد وارادها ابن زياد اللعين لابل النهاية التي أرادها الله جل وعلا ، أما يزيد الفسق والجور فهو ادنى بكثير من خصف نعل أصحاب الإمام الحسين(ع).هذا هو الإمام الحسين(ع) لمن اراد ان يعرفه فهو كالشمس تدركه الأبصار لمن يملك نعمة النظر ، واما من يتذرع بالعمى فأنه يدركه بالأثر ، ويزيد الذي لاحت ابتسامة النصر على شفتيه البائستين وهو يرى رؤوس السناء أمامه والسبايا اسارى في قصوره لم يفلح في إسدال الستار عن ثورة تسمو كلما ارتفعت راية الظلم ونسمع صدى صوتها كلما اطرقت سمعنا انين مظلوم يجود بروحه.لذا ترك لنا ابي عبد الله الحسين(ع) تاريخاً مرصعاً بالتضحيات والإيثار والتفاني واهداه لنا في منبره الشريف الذي يود الطغاة والتائهين في لجة الشكوك لو يجدوا له حل او بديل لأنه يؤرقهم ويجعلهم يسهرون الليل كالمجانين لاينفع معهم أي دواء ، وعندما ينتهون من نوبة جنونهم ويلتقطون شيئاً من أنفاسهم اللاهثة يجدوا انفسهم يقفون أمام هيبته كشئ لايذكر ، يقفون أمام جبل يحيط بسفحه الموت الذي وصفه ابي الضيم(ع) بالقلادة التي تزين رقبة الفتاة وفي قمته الإمام الحسين(ع) وهو يردد بصوت يرجف النفوس ويقتلع القلوب من بين الأضلع وهو يقول( لن اعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولن اقر لكم إقرار العبيد).وكلما أبدعوا في تقويض منبر الإمام الحسين(ع) فإنه ينهض كالأسد الذي يرتاح من مسير يومه لاتثنيه النوائب ولاتنال منه الملمات ولايجتاحه الخوف ، ويعصف بوجه الصعوبات ويحطم كل حصن أسقاه الطاغوت من كبائره.لم يفلح الظالم في إطفاء نور هذا المنبر وقضيته التي تنتصر في أي محكمة ولن ينال الظالم من حربه هذا إلا المزيد من الخسران والذل والهوان الذي أراد ان يذيقه لنا ولكن طعمه لايحلو إلا على لسانه البائس ، وماحربه ضد منبر الإمام الحسين(ع) إلا عبث يقضي به وقته ويملأ به فراغه ولن تعود عليه هذه الحرب إلا الوفرة من التقهقر والإنزلاق الى أخريات جهنم وماظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون.ونحن نقلب أبصارنا في سماء الرحمن طمعاً برحمته في قلب شهر رمضان المبارك يخرج إلينا احد الفاسدين والمضللين عبر فضائية اختارت لنفسها المضي في درب الإنحراف وهي(البغدادية) التي استغلت اوقات هذا الشهر الفضيل في بث برنامجها المبتذل(سحور سياسي) عندما استضافت المدعو(فائق الشيخ علي) وحاورته في شتى المواضيع من عبارات قالها ولم يندم عليها ومن(بهلوانيات) شخصيته الساخرة ولكنه استثمر وقت البرنامج للنيل من منبر الإمام الحسين(ع) ومن سماحة الشيخ الجليل(عبد الحميد المهاجر) ساخراً من عظمة هذا المنبر ومن رموزه الذين يدافعون من خلاله عن ديننا الإسلامي ويستمدون منه القوة والتحدي لمواجهة احفاد يزيد واقاربه من شتى الدرجات ، ومائدة الشيطان التي أكرمت به البغدادية ضيفها واعطته الضوء الأخضر لإفراغ مافي قلبه المريض من بغضاء قد جعلته اكثر بؤساً من طبيعته المعهودة وهو يشتم منبر رسول الله(ص) ومنبر أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) الذي تحيطه القلوب فيرويها الإرادة الصلبة في الوقوف اما كل ماركات الشر ودسائس المتأمرين ، هذا المنبر الشاهق الى العلياء تأتيه الجموع دون ان توجه لهم دعوة وتجلس تحته الملايين لاطمع بهدية ولا بجائزة ، فتنصت لكلماته الآذان وتخشع في حضرتها القلوب لأنها تقف أمام مبادئ عظيمة وقضية سامية كان ثمنها دماء طاهرة أسيلت من أهل بيت طهرهم الله من كل رجس فنالوا عقبى الدار.ومن سخريات القدر تأتي صغريات القمامة برائحتها التي تزكم الأنوف فتلوث أجواء شهر رمضان المبارك ويريد بشكله الهزيل ان ينال متوهماً من المجد التليد الذي ينتصر ولايُهزم ، يعلو ولا يعلى عليه ، يعطي ولا يأخذ كأمير المؤمنين ابي الحسن(ع) عندما كانت الدنيا تقف على اعتاب باب داره لتأخذ العطايا ، وهذه الدنيا تشبه كثيراً (فائق الشيخ علي) وهو يقف على أبواب وزارة الإعلام الكويتية لكي يُحظى بحفنة دولارات ، الأمر الذي اثار د. فيصل المسلم احد اعضاء مجلس الأمة الكويتي عندما وجه سؤالاً لوزير الإعلام الكويتي عن سبب وجود(فائق الشيخ علي) في اروقة الوزارة وماهي حدود علاقته بهذه الوزارة سواء كانت رسمية ام لا فأجاب الوزير بأن(الشيخ علي) يتقاضى مكافأة ثابتة على تعاونه ولكنه لم يفصح عن طبيعة هذا التعاون وماهي مبرراته وهذا الخبر نشرته صحيفة الوطن الكويتية حيث يبدو ان علاقة هذا النكرة بالدوائر الكويتية على أشدها الأمر الذي اضطر وكيل وزارة الخارجية العراقية(لبيد عباوي) الى طرح اسم(فائق الشيخ علي) كأول سفير للعراق في الكويت في خطوة جريئة ورسمية تجعله قريباً جداً من اولياء نعمته دون اثارة الشكوك من قبل اعضاء أي شخصية حكومية في الكويت ناهيك عن الحصانة الدبلوماسية التي تمنحه سمة التحرك في محيطه بكل سهولة ، هذا وغيره من الذين باعوا عراقيتهم او كما يقول هو اركل بلدك اذا لم تعش فيه كيفما تشاء!! هم ادوات طرح المخططات العدوانية ضد العراق واهل البيت(ع) واتباعه ، والهجمة البشعة التي اقدم عليها بشكل علني تجهله دون شك شريكاً مع البغدادية وغيرها من ادارات وقنوات في تنفيذ مفردات التأمر على منبر الإمام الحسين(ع) وعلى شخص سماحة الشيخ(عبد الحميد المهاجر) الذي لايداني سنوات خدمته المباركة لهذا المنبر العظيم وهي تخطو نحو عامها الستين قضاه (المهاجر) كمناضل ومجاهد وخادم ومدافع عن وطنه وعن هذا المنبر الشريف فإذا كان المهاجر قد ابتعد عن وطنه فإن منبر ابي الضيم(ع) هو وطنه الذي ينهل منه عزم الإمام الحسين(ع) وشجاعة الإمام العباس(ع) وصبر السيدة زينب(ع) وارادة الإمام زين العابدين(ع) وتحدي الــــ (لا) التي قالها الإمام الحسين(ع) بوجه الجبابرة ونحن نقولها مدوية تقصم هامات الفاجرين لذا انا حرب لمن حابهم.
https://telegram.me/buratha