المقالات

انتهت الطباخات فأين الرطب ؟ /

1191 10:26:00 2011-09-08

حافظ آل بشارة

قبل أيام حلت ايام (طباخات الرطب) ولم تطبخ رطبا بل طبخت الشعب بكل مكوناته ، يقال ان حرارة اواخر آب مخصصة كونيا من المجموعة الشمسية لانضاج الرطب في اعالي النخيل ، حصتنا دائما الطباخات وليس الرطب ، أو كما يقول شاعر الابو ذية : ( انا مثل الزرع بالشام نخله - التمر للغير وآنه الخوص اليه) ، وربما تدخل ادب التمر في انتاج نماذج ثقافية ، العراقيون يسمون الرجل الذي يتملق الحاكمين (اللحيسي) ، التسمية مأخوذة من أجواء التمر ففي البصرة يعبأ التمر في اكياس تسمى (الخصاف) وعندما يحمله الحمالون الى الزوارق يسيل منه دبس طازج فيركض فريق من التنابلة والبطالين وراء الحمالين لاعقين ما سال من الدبس وقد سموهم (اللحيسية) فاصبح الاسم يطلق على الانتهازيين والبطالين ، ومن قصص التمر ان لصا اعمى اشتهر بسرقة التمور الراقية بصعوده النخيل بالتبلية ليلا ولديه مساعد يحدد له النخلة الفاخرة نهارا ويدق في جذعها مسمارا ليعرفه الاعمى باللمس ليلا فيصعدها ، وقد فطن احدهم الى الخطة فجاء ذات ليلة ونقل المسمار الى جذع نخلة مقطوعة الرأس فصعد الاعمى الى قدره المحتوم ، وسارق تمر آخر استدرجه صاحب البستان الى نخلة تحتلها خلية دبابير شرسة فتلقى آلاف اللسعات في الاعالي وعندما سقط على الارض تورم فأصبح كالبالون المنتفخ كان مشيعوه صامتين خجلين كأنهم يحملون فيلا ، حرامي التمر مذموم حقير لأن التمر مباح للجميع ، النخلة شجرة مقدسة ورد ذكرها في القرآن عشرات المرات ، ويصفها الحديث النبوي بأنها (عمتكم النخلة) ، ومريم (ع) انها تهز اليها بجذع النخلة فيتساقط عليها الرطب فتلد نبيا . يفترض ان يتخذ العراق واحدا من ايام هذا الشهر يوما للنخلة ويتعامل معه كيوم وطني ، يوم له قيمة اقتصادية وثقافية ، نخيل العراق تناقص عدده مرات ومرات بسبب التدمير والاهمال ، الا ان بوادر العافية عادت رويدا ، وقد بلغ إنتاج العراق من التمور السنة الماضية 450 ألف طن، بزيادة 50% عن سنة 2009 ، واصبح انتاج النخلة يصل الى 150 كغم ولم يتجاوز سابقا 50 كغم ، قطاع التمور ضحية لسياسات النظام السابق ، كان العراق يصدر في سبعينيات القرن الماضي اكثر من 5 آلاف طن منها سنويا ، لكنه في السنوات اللاحقة لم يعد ينتج ما يسد حاجته ، اصبحت تكاليف الانتاج عالية لارتفاع اسعار الاسمدة والخدمات الحقلية وتدني سعر الشراء الحكومي ، التمر العراقي انسحب من سوق المنافسة لصالح التمر السعودي والاماراتي والايراني رغم ان سعر الطن منه ارخص بـ 300 الى 400 دولار ، التمر العراقي يتفوق في النوعية لكن المنافسين يتفوقون في التعبئة الحديثة والتسويق والعرض ، واخيرا يسأل الناس بتعجب لماذا تطوقنا النخيل المثقلة بالتمر ولكن سعره في السوق لا يقل عن الفي دينار للكيلو الواحد ، فيما يشكو الفلاح من تدني سعر البيع ، هناك مبلغ كبير ضائع بين الفلاح والمستهلك الى اي جيب يذهب ولماذا ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك