رباح التركماني
المراقب لحركة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي منذ تأسيسه في ثمانينيات القرن الماضي يؤشر امتلاكه القوة والجرأة على اتخاذ مواقف لاتستطيع قوى أخرى اتخاذها توجساً من ردة الفعل المصاحبة لتلك التغييرات !بيد إن قراءة دقيقة ومتأنية لأسباب ومقومات توفر عنصر القوة والجرأة تزيل الدهشة و الاستغراب لدى المراقبين فالمدرسة الحكيمية التي تعاقبت على قيادة تيار شهيد المحراب لم تكن طامعة في حطام الدنيا ولاهي ساعية لإثبات هويتها وشخصيتها فهي ابعد من ذلك بل هي حملت الهم العراقي على مدى عقود ودفعت ضريبة مواقفها تجاه قوى الظلم والطغيان!!ولم تتردد تلك القيادة أن تحرف بوصلتها مع إرادة الجماهير غير آبهة أو خائفة من التأويلات السياسية التي يطلقها بعض قصار النظر ،وكانت ولازالت تتعامل مع نتائج الإرادة الجماهيرية !فهي لم تحمل لواء المقاومة إلا من اجل الجماهير ، وما التغييرات التي أطلقها السيد عمار الحكيم في خطبة عيد الفطر المبارك لاسم وشعار تيار شهيد المحراب إلا لإثبات حركية التيار وموائمته لضرورات المرحلة ومتطلباتها وتمتعه بمرونة عالية قل نظيرها على خارطة القوى السياسية المتنافسة في الساحة العراقية ،فتغيير بهذا الحجم لابد إن يحدث خللاً في البناء التنظيمي لأية مؤسسة حزبية أو كيان سياسي !فكانت رسالة التغيير التي أطلقها سماحة السيد عمار الحكيم واضحة وقوية ! فهي قد أخرست الأصوات التي تهمس في الغرف المظلمة بترهل وضعف تيار شهيد المحراب وانه قد أصبح تأريخ ليس إلا!
https://telegram.me/buratha