المقالات

دكتاتورية الديمقراطية !

680 12:13:00 2011-09-09

قاسم بلشان التميمي

الفرق بين السياسي والغير سياسي هو ان الاول لديه اكثر من حل لقضية ما ، والثاني ربما لايملك نصف حل لنفس القضية ، ولكن ان تتحول المعادلة وتنقلب راس على عقب ، اي بمعنى ان يقف السياسي عاجزا ولايملك حل بسيط لاي قضية ، او ان الحلول التي ياتي بها لاتقدم ولاتاخر بل على عكس ذلك تساعد على تعقيد القضية فتلك مشكلة كبيرة جدا ، وهذا يعني غياب الحل السياسي ، وهذا الغياب اذا كان طبيعيا اي بمعنى ان هذه هي امكانية السياسي فتلك مصيبة ، اما اذا كان الغياب متعمد ولغاية في نفس (يعقوب) فالمصيبة اعظم .

واذا نظرنا الى الواقع العراقي نجد ان الانسان العراقي كان على قدر كبير من المسؤولية ويملك وعي كبير، واقصد بالوعي هنا ان المواطن ادرك عظم القضية الملقاة على عاتقه ، وذلك عندما وجد نفسه بانه طرف مهم في حل ازمة البلاد وانه المحور الاساس وذلك من خلال قول كلمته في الانتخابات ، وكان المواطن العراقي اهل للمسؤولية ولم يبال بالخطر المحدق به ولم تهزه الانفجارات الارهابية وذهب الى صناديق الاقتراع بكل عزم وارادة، وقال كلمته دون ادنى خوف ،لياتي بعد ذلك دور رجال السياسة ،الذين وللاسف لم يعطوا الانسان العراقي حقه ، وانا هنا (اشدد لم اقصد جميع ساسة العراق) بل اقصد (البعض)، واخذ هذا البعض يتصرف دون اي وعي سياسي الامر الذي ولد شعور لدى المواطن بان بعض الساسة لم يحترموا الدم العراقي الذي روى تربة بلاد الرافدين ، وليس هذا فقط بل ان هذا البعض وبما يملك من قصور سياسي ساهم بشكل كبير في زيادة عمق الجرح العراقي .

والمتتبع للاحداث التي شهدها العراق بعد التاسع من نيسان 2003 يرى ان البلاد شهدت تغيرات كبيرة وجذرية قل نظيرها ليس فقط على المستوى المحلي بل حتى على المستوى الاقليمي .

وللاسف ان (بعض) رجال السياسة لم يتفهموا الواقع الجديد ولم يكيفوا انفسهم لهذا الواقع واخذوا يسيرون (بوعي )او (بغير وعي ) على خطا من سبقهم في تجربة الحكم وبالتالي الانجرار نحو (دكتاتورية الديمقراطية !) ان صح التعبير وربما هناك من يعترض على هذه التسمية وانا اقصد (بدكتاتورية الديمقراطية) ان الشخص الذي وصل الى سدة الحكم عن طريق (الديمقراطية) وعن طريق انتخابات نزيهة ، وفي نفس لحظة الوصول الى الحكم وتسلم مقاليد وزمام البلاد اخذ يتصرف (بدكتاتورية) عجيبة وغريبة ناسيا او متناسيا ان الدكتاتورية لم تفيده بشيء بل سوف تنسفه كما نسفت قبله ممن حكموا البلاد ، ولكن هذا الدكتاتور الجديد جاء باسم الديمقراطية وبالتالي صنع لنفسه تبريرا مفاده انه جاء نتيجة اختيار الشعب وانه (المختار والاوحد والضرورة !) وليس هذا فقط بل ان (الدكتاتور الديمقراطي الجديد ) تصور نفسه مثل (الديك المغرور) الذي اذا لم يصيح عند الفجر فان الشمس لم تشرق !، وللاسف الشديد ان هناك من لم يفهم بعد ما الديمقراطية ولم يفهم الية عملها ،وفهمه للديمقراطية يقتصر على اختيار شخص عن طريق الانتخابات ، وبعد ذلك ينتهي كل شيء وتترك الامور كلها الى (القائد الاوحد!) الذي جاء عن طريق الانتخابات ، نعم نحن لانعترض على وجود هذا الشخص ، ولكن اعتراضنا هو انه لايحق لهذا الشخص ان يتصرف على هواه ، كما لايحق له اصدار قرارات بشكل فردي ،وحجته انه جاء نتيجة لانتخابات ديمقراطية وانه جاء نتيجة لارادة الشعب ، وهذا شيء مرفوض لان الديمقراطية الحقيقية تبدأ ما بعد الانتخابات وفي لحظة استلام الحكم ، كما ان الديمقراطية الحقيقية تعني عدم التفرد بمصير شعب بأكمله عن طريق نظرة شخصية او حزبية (ضيقة)، ولا اعرف متى يتفهم بعض ساسة البلاد موضوع الديمقراطية الحقيقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-09-11
الاخ قاسم بلشان شكرا جزيلا واحترامي ان ما يحدث في العراق يحرق القلب لهذا البلد بلد التاريخ والحضارة والقانون والصناعة والبناء والانسان والديانات لم ار غضب الله على بلاد العراقيين مثل غضب البشر عليهم اهو حسدا او كرها لم يحدث في العراق خسفا او حصبا وقد عفى الله عنهم في زمن نبي الله يونس فاستجاب دعاءهم ارجو من الله ان يعم الخير والامن والسلام لهذا البلد الذي اعطى فيه العراقيون كثير من الشهداء ومن انفس وارواح واموال والله يعينه الى السلام
قاسم بلشان التميمي
2011-09-11
العراق العراق شكرا جزيلا لمرورك الكريم ولك الحق في كل ما قلت ولكن؟ تحياتي لك ........ قاسم بلشان التميمي
قاسم بلشان التميمي
2011-09-10
شكرا جزيلا استاذي الفاضل قاسم العجرش على مرورك الكريم ولكن هل تهمس لي من هذا الوزير الذي تعنيه شكرا جزيلا قاسم بلشان التميمي
العراق
2011-09-10
وهل يوجد في العراق سياسيين بل توجد عصابات تتحكم بالشعب العراقي مثل ماكانت عصابة واحدة تتحكم بالشعب بزمن الملعون هدام الحقير الان كثرت العصابات اين هي اموال العراق شنو تبخرت بالموال المصروفة تبني العراق من الارض اين البناء
قاسم العجرش
2011-09-09
أحسنت ياقاسم بلشان، أحسنت التشبيه في (الديك المغرور) الذي اذا لم يصيح عند الفجر فان الشمس لم تشرق ! وساستنا على الأعم الأغلب توهموا أنهم جميعا ديكة وعلينا أن ننتظر صياحهم كي نتأكد من بزوغ الفجر، المشكلة هي انهم يصيحون بتوقيتات مختلفة ، وآخرهم يصيح عند الغروب..ولذلك عينوه وزير ...! سلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك