فادي الشمري
" نحن بحاجة الى حكومة قوية والى برلمان قوي والى قضاء قوي والى منظمات مجتمع مدني قوية"سماحة السيد عمار الحكيم في كلمته الرائعة اثناء صلاة العيد التي اقيمت بمكتبه الخاص في بغداد يكشف عن رؤيته الاستراتيجية في المعالجات المطلوبة لانضاج العملية السياسية للخروج من الواقع المتردي الذي يعيشه المواطن اليوم موجزاً ذلك في سبع نقاط تمثلت في :1 ـ أهمية احترام الدستور والالتزام بكافة مواده دون تبعيض او تجزئة.2 ـ بناء دولة المؤسسات وأحترام الصلاحيات ومساحات الاختصاص بين مؤسسات الدولة.3 ـ الشراكة الحقيقية بين المكونات الاجتماعية والقوى السياسية الممثلة لهذه المكونات.4 ـ التخطيط الستراتيجي ووضع الخطط الوطنية الشاملة لكل مرافق الدولة والأعمار المطلوب فيها. 5 ـ محاربة الارهاب وتحديد الخطط والوسائل والاليات المستخدمة في مواجهة الارهاب.6 ـ محاربة الفساد الاداري في مؤسسات الدولة.7 ـ العمل على استعادة السيادة الكاملة بخروج العراق من البند السابع من ميثاق الامم المتحدة.ان المتتبع البارع للنقاط اعلاه لوجد تحمل من المضمون رؤية حقيقية نابعة من الثوابت التي يؤمن بها سماحة السيد الحكيم وتياره العريض والتي هي بمثابة برنامج بناء الدولة الناجحة متكاملة الفقرات بأطارات ممنهجة قادرة على ان تنقذ البلاد من المأزق الذي تعيش فيه وترسم ملامح بناء الدولة الحديثة التي اريد لها ان تكون بعد سقوط النظام الصدامي بعد عام 2003 ،وان هذه الرؤية وإن تضمنت نقاط عامة لكنها واضحة بمعانيها ودلالاتها وان من ابرز مصاديقها هو الخطاب السياسي الذي يتمتع به هذا التيار على مختلف الصعد وترجمة هذا الخطاب على الواقع بما يتلاءم ومتطلبات المرحلة ابتداءا من شؤونه الداخلية التي اتسمت بالتحديث واعادة الهيكلة ورسم السياسات العامة بما ينسجم والمصلحة الوطنية ومروراً بعلاقاته المتميزة بمختلف الوان الطيف السياسي العراقي والانتهاء بحجم التضحيات التي يقدمها من اجل ان تسير العجلة وكلها مبنية على اساس المبدئية في التفكير واتخاذ من الفعل وليس رد الفعل وسيلةً لتحقيق النجاحات.
وقد نوه السيد الحكيم على ان الشراكة الوطنية هي المدخل الوحيد لاستقرار البلاد في هذه المرحلة التي يمر بها، مشيرا الى ان الدعوات التي تطالب بتحقيق غالبية سياسية سيكون مرحب بها في حال كانت معبرة عن عمق التمثيل للمكونات الاجتماعية في البلد ومطمئنة للعراقيين في كل اتجاهاتهم.كما اعلن السيد الحكيم عن خطط جديدة تضمنتها عملية التطوير والاصلاح التي يشهدها المجلس الاعلى حاليا في مؤسساته التنظيمية على كافة الصعد السياسية والاعلامية، والتي منها شعار المجلس الاعلى وعلمه والمؤسسات المنسجمة معه، فضلا عن تغيير اسم "كتلة شهيد المحراب" الى اسم " كتلة المواطن".مضيفا بان اسم تيار شهيد المحراب سيبقى مفتخرا باسمه كتيار ينتمي لشهيد المحراب الخالد، الا ان الكتلة السياسية في مجلس النواب وفي مجالس المحافظات ومجالس الاقضية والنواحي ستكون "كتلة المواطن".وفي الشأن العربي، اعرب سماحته عن سعادته وتضامنه مع الشعب الليبي الشقيق في حريته وعزته وكرامته، مباركا لهم سقوط الدكتاتورية وتزامنها مع فرحة عيد الفطر المبارك كما تمنى السيد الحكيم كل الخير للشعب الليبي والشعب المصري والتونسي، وان يوفق في بناء تجربة ديمقراطية عادلة تنصف جميع المواطنين في هذه البلدان، مؤكدا سماحته عن اصطفافه وتضامنه مع الشعوب العربية في الحصول على حريتهم وكرامتهم وعزتهم وتحقيق مطاليبهم العادلة في الديمقراطية والتعددية والحريات وتوفير الخدمات.كما اعرب عن دعمه لكل خطوة اصلاحية يشهدها العالم العربي تكّرس وتعزز مصالح الشعوب العربية الكريمة، مشيرا الى تحفظه على كل سلوك يؤدي الى اراقة دم بريء في أي من البلدان العربية الكريمة.
https://telegram.me/buratha