علاء التريج حقوقي ومستشار نفسي
انتهى مسلسل المختار الثقفي الذي يعتبر من اروع ما تم اخراجه من الافلام والمسلسلات على مستوى العالم الاسلامي بل قد يكون من اروع ما تم اخراجه على مستوى العالم من حيث الشكل و المضمون, ان المسلسل يعتبر من الاعمال الهادفة. كنا قد اطلعنا قبل اعوام كثيرة على سيرة هذا الشهيد و بروايات لا تختلف كثيرا عن الذي تم عرضه في هذا المسلسل الذي دخل التاريخ قبل ان يدخل قلوب الناس...احببت ان اشير الى جملة من القضايا تناولها المسلسل قد خفيت منها على بعض خطباء المنبر الحسيني الذين تعرضوا لقبيلة مذحج بشكل مسيء حيث ان احدهم قبل اكثر من شهر وصفهم بالجبناء وهو يرتجز على المنبر في قناة النعيم الفضائية وامام جمع من الناس, في حينها كان مسلسل المختار في بداياته عندها توقفت عن الكتابة من اجل ان اجعل فرصة للقراء الكرام ان يطلعوا على تلك الحقائق وبعدها يكون احتجاجنا مفهوما كي لا يتصور البعض ان العرق القبلي تحرك فينا... ان الهجوم على قبيلة مذحج هو ليس الاول ونتمنى ان يكون الاخير لا بفضل هذا المسلسل بل من خلال القراءة الصحيحة والمنصفة للتاريخ وان لا يقع خدمة المنبر في مطبات كبيرة يظلمون فيها شيعة اهل البيت ( ع )... اقدم للقراء الاعزاء في بداية الامر مقدمة مختصرة عن تاريخ هذه القبيلة, في بعض الروايات التي تنقل عن رسول الله ( ص واله ) ان احد اصحابه سأله عن مذحج فأجاب النبي الاكرم ما مضمونه ( ان مذحج رجل من اليمن له تسعة اخوة ومن ذريته نبي الله هود ( ع ) ) وكذلك تنقل لنا الروايات ان الامام علي ( ع ) قال ( لو سقطت السماء لتلقفتها مذحج ). ان ما تبين من خلال هذا المسلسل التاريخي ان قادة الجيش انما يقاتلون بقبائلهم وهذا ما تبين في دخول ابراهيم ابن مالك الاشتر في بيعة المختار, وكذلك خروج الزنيم ابن الحر مع قبيلته ضد المختار وكذلك الاشعث الذي قاتل الامام الحسين (ع ) والمختار بقبيلة كندة.... فالمحصلة ان قبيلة مذحج كانت ذراع لعلي ( ع ) من خلال مالك الاشتر الذي نقل عن الامام علي انه قال ( ان منزلة مالك مني كمنزلتي من رسول الله ) وتاريخ مالك لا يحتاج الى توضيح... وكذلك من مذحج كميل ابن زياد صاحب سر الامام علي (ع) كما ان واقعة الطف لم تخلوا من هذه القبيلة سواء شيخ القبيلة هاني ابن عروة او من استشهد مع الامام الحسين ( ع )...وهناك الكثير من فحول التشيع لا يسع المجال لذكرهم هم من هذه القبيلة. كما ان المسلسل التاريخي بين موقف ابراهيم ابن مالك الاشتر وقبيلة مذحج من ثورة المختار... فلم تكن هذه القبيلة قد توقفت عن العطاء في سبيل نصرة مذهب اهل البيت ( ع ) حتى تاريخنا المعاصر, ففي زمن الطاغية صدام كان شيخ القبيلة الشيخ خلف عبدالله وهو رجل دين وخطيب منبر, عممه مرجع الطائفة الامام محسن الحكيم (رض ), كان قد زارني الشيخ عند عودتي الى العراق بعد سقوط النظام المقبور وحدثني باحاديث كثيرة لا يسع المجال لذكرها ان هذا الرجل المجاهد الصابر الذي تلقى الاذى من قبل صدام و زبانيته, في زمن النظام البائد كان شيوخ عشائر البصرة يجلسون معه وكذلك عامة الناس كان الوالد ( اطال الله بعمره ) يجلس الى جنبه وهو ابن عمه ويثق به, قال له الوالد ان لك سلام من السيد محمد باقر الحكيم, فاذا بالشيخ خلف يقف على قدميه ويضع يده على عمامته ويقول وعليكم وعليه السلام ورحمة الله وبركاته... فلم يخفه ذلك التعذيب ولا ارهاب السلطة وبقى كذلك على نهج اسلافه حتى ذهب الى جوار ربه, يذكر لي الوالد ان صدام المجرم قد بعث عليه يوما و طلب منه ان يترك اسم ( مذحج ) فكان جواب الشيخ له بالرفض.... الى غير ذلك من المواقفقد يقول قائل انهم تخاذلوا عن نصرة مسلم ابن عقيل ( ع ) وهذا ما يذكره اكثر من متحدث وللأسف الشديد؟ اقول ان ابن زياد لعنه الله استخدم اسلوب الخديعة في قضية هاني ابن عروة حيث خرج اليهم شريح القاضي وما ادراك ما شريح القاضي, ان شريحا هذا كان قد وقف امامه علي ابن ابي طالب ( ع ) من اجل مقاضاة ذلك اليهودي... ان شريحا ليس رجل عاديا كان يمثل السلطة القضائية في حكومة العدل العلوية... عندما يخرج على القوم ويكذب عليهم ومن مثله لا يتصور منه الكذب في ذلك الوقت... فما كان للقوم الا ان يصدقوه علما ان بعض المصادر التاريخية تؤكد ان ابن مرجانة اعتقل زعماء اخرين من اجل تشتيت شمل القبيلة... اني اعجب لذلك المتحدث, اين كان عندما قتل الشهيد السيد محمد الصدر؟ لماذا لم يكن افضل من المذحجيين ؟!!! فهو جلس كما جلس المذاحجة في واقعة كربلاء والفرق ان شريحا وابن مرجانة لم يكذبا ولم يمارسا الخداع في قتل الصدر الثاني؟!! ( لا تنهى عن خلق انت فاعله عار عليك ان فعلت عظيم ). كما انه لم يلتفت ذلك المتحدث الى ان بني العباس هم من الهاشميين وهم قتلوا من الائمة المعصومين اكثر مما قتل ال امية وال مروان وال الزبير, فلماذا لم يذكر بني هاشم بسوء؟!!! الجواب ان قياس هؤلاء باطل ولا ينطلق من المنطق الاسلامي الحنيف وذلك ان الاسلام يحترم القبيلة بشرط ان لا تتقاطع مع احكام الشريعة وان الفضل انمى هو بالتقوى والا كيف اصبح سلمان الفارسي من اهل البيت وعم النبي الاكرم من اعدائه الذين توعدهم الله تعالى بالنار, صدق الشاعر حيث قال ... شر العالمين ذو خمول اذا فاخرته ذكر الجدودا... وخير الناس ذو حسب قديم اقام لنفسه حسبا جديدا.... كما ان الحديث الذي ينقل عن النبي (ص واله ) ( ليس مني وان قربت لحمته من عصى الله ورسول ومني وان بعدت لحمته من اطاع الله ورسول) فهذا هو المنهج الاسلامي السليم الذي اراده الله تعالى لنا فشيخ قبيلتنا في هذا العصر هو الامام المهدي ( عج ) ونحن ايتام ال محمد ( ص واله ) مع احترام العناوين القبلية ولكن ليس من الانصاف ان تتهم قبيلة بأكملها بالجبن او التخاذل وفيهم شخصيات يشهد لها التاريخ والائمة الاطهار. ان كشف سر مسلسل المختار الثقفي لجهاد مذحج بالنسبة لهؤلاء الخطباء قد يكون درسا للآخرين بان لا يتحدثوا بما لا يعلموا ويجتهدوا بما لا يطيقوا ولا يظلموا الشهداء بكلمات يسئلون عنها يوم القيامة. ان حالة التخاذل او التراجع قد تكون في العائلة الواحدة فكيف بقبيلة كبيرة كمذحج.الامر الاخر اننا عندما ننتقد الاخر هل تخلصنا من العقلية العنصرية التي كانت احد اهم الاسباب في قتل المختار الثقفي وهو شعار ال امية وال الزبير من خلال سلاح العروبة الذي يرفضه الله ورسوله... فما زال الكثير من ابناء شعبنا يعيشون هذا المرض الذي عملت عليه الشجرة الملعونة حتى يومنا هذا, فعندما يقدم الايراني لك حسنة فهي سيئة تسئل عنها, ولكن احفاد ال امية وال الزبير فقتلهم لنا حسنة يؤجرون عليها. ان من الاسرار التي لم نكن على علم بها المسميات التي كان يطلقها النظام البعثي الطائفي من امثال (شرحبيل) نجد ان في العراق كانت لجنة طبية في بغداد تسمى باسم ذلك الفاجر القاتل, اما اسم (المهلب) فتجد في اكثر المحافظات اسم للفرق البعثية تسمى بهذا الاسم المشؤوم... وغيرها من الاسماء التي كانت الد الخصام لرسول الله واهل بيته الاطهار...الذي نرجوه من قنواتنا الفضائية عرض هذا المسلسل من اجل فضح دعاة القومية والتي اليوم اصبحت القومية العربية والسامية اليهودية اخوات بالرضاعة الخليجية. اختم قولي من القران الكريم وهو فصل الخطاب في الآية (22) سورة المجادلة ((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
https://telegram.me/buratha