قلم : سامي جواد كاظم
في بعض الاحيان هنالك اكذوبة تصر على تكرارها الجهات المستفيدة لجعلها حقيقة وفي بعض الاحيان هنالك حقيقة تخفي ورائها اكذوبة فيتم تكرارها لاشغال الراي العام عن البحث عن دوافعها ومن هي الجهات المستفيدة منها ودائما تكررها الجهة التي لها يد في صياغة مؤامرتها .في ايلول من كل عام تحي امريكا احداث ايلول في المكان الذي حدثت فيه الماساة مع الهالة الاعلامية التي تخلف صوتا ضوضائيا بحيث يصعب على السامع ان يسمع صوت الحقيقة ، قد لا نملك ادلة مادية ملموسة عن ما جرى في ايلول ومن هي الجهة المنفذة او المستفيدة ولكن بتحليل منطقي يصحبه التاني والتروي تنكشف لنا استفهامات قد تكون الطريق الى الحقيقة اذا ما اخذت بمعايير عقلية منطقية .المعلوم لدى كل الاجهزة الاستخبارية والجنائية انه اذا ما حدثت جريمة فان المعلومات المتوفرة عنها قبل ادانة المتهم لا يفصح عنها خوفا من هروب الجاني وحتى اذا ما تاكد لديهم هوية الفاعل فانهم لايفصحون عنه حتى لا تتاح له الفرصة بالهروب .ان احداث ايلول هي جريمة بلا شك وان الضحايا ابرياء والفاعل مجرم مهما تكن هويته او ديانته ولكن لو تاملنا الخطاب الامريكي بعد الحادثة فانها ستدلنا الى هوية الفاعل ومن تواطأ معه ، حالما فجر برج التجارة العالمي ومبنى البنتاغون حتى ظهر بوش بخطاب الوعيد والتهديد والافصاح عن هوية المتهم وعلى وجه السرعة اصدر مجلس الامن القرارات الخاصة بافغانستان مع التاكيد على استخدام القوة وبالفعل تم استخدام القوة واحتلت افغانستان وسقطوا ابرياء اكثر من ابرياء ايلول تحت ذريعة القضاء على ابن لادن .ومع مرور الايام بدات تظهر حقائق عن الدور الامريكي في هذا المخطط الخبيث وما هي الابعاد لذلك فكانت تنكر تارة وتمتنع عن الحديث تارة اخرى وتارة ترفض نشر حقيقة معينة تحت ذريعة انها تمس الامن القومي .وبعد عشر سنوات من الاحتلال الامريكي لافغانستان وفي عملية مسبقة خطط لها بتدابير استخباراتية اعلن اوباما نبأ مقتل ابن لادن في باكستان لتفتح صفحة من التساؤلات والحقائق التي حاولت امريكا اخفائها .الم يكن الاجدر بامريكا ان تتخذ نفس الاسلوب مع افغانستان في تتبع خطوات ابن لادن والقاء القبض عليه او قتله كما في باكستان او كما فعلت مع رئيس الحزب العمالي الكردي عبد الله اوجلان الذي القت القبض عليه في كينيا عام 1999 وسلمته الى تركيا ؟الامر الاخر ان عملية متابعة ابن لادن وقتله في باكستان لم تتم بقرار من مجلس الامن، فلِمَ احتاجت امريكا الى قرارات من مجلس الامن لاحتلال افغانستان؟العالم كان يعيش بهدوء ولم يسمع في الاخبار الارهاب والقاعدة والمفخخات ، بعد احداث ايلول طفحت العمليات والاخبار الارهابية في اغلب دول العالم ، حيث استطاعت امريكا ان تشغل العالم بالقاعدة التي اسستها لتكون الطرف الاخر الند لامريكا ويطلق بوش كلمته المشهورة اما معنا او علينا وهذه اشبه باعلان العداء والارهاب لكل من لا يتفق مع الرؤيا الامريكية لما يجري في العالم .في مدينة بايلمير الهولندية حدثت نفس التفجيرات في برج التجارة العالمي ففي اكتوبر عام 1992 فجرت طائرة بعد ارتطامها بمبنى التجارة في هولندا ادى الى مقتل اكثر من 1500 ومنعت الصحف ووسائل الاعلام من تغطية الحدث ، وبعد التقصي والبحث عن سبب عدم تهويلها اعلاميا اسوة باحداث ايلول اتضح ان الطائرة تعود الى شركة العال الاسرائيلية وعلى اساس انها محملة بالزهور اتضح انها محملة بغاز الاعصاب الذي يستخدم لصناعة اسلحة التدمير الشامل المحظورة عالميا وان هذه المواد الكيميائية محملة من امريكا الى تل ابيب وكان دخولها هولندا كمحطة ترانزيت ولكن حدث ما حدث واستطاعوا من اخفاء الحدث لانه لا يصب في صالحهم على عكس ايلول نيويورك وواشنطن .هنالك كتّاب وباحثين ومحللين ابلوا بلاء حسنا في فضح بعض خيوط الجريمة البعض منها كذبوه والبعض الاخر منعوه كما هو الحال في كتاب الاعلام الاسود والخديعة الكبرى وسيلاحقهم القضاء الامريكي مستقبلا كما لاحقوا الذين اثبتوا اكذوبة محرقة اليهود الهولوكوست .ان احياء هذه الذكرى بمثابة تكذيب اي حقيقة تفضح الايادي الخبيثة التي لها دور في احداثها .
https://telegram.me/buratha