مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش
يوما ما من الأيام التي سبقت هذا اليوم أردت أن أكتب على سبورة الوطن سؤالا ما زال يدور بذهني منذ نيسان 2003: أين كانت تختبئ هذه الأسماء التي هطلت علينا كما يهطل المطر في غابر الأيام؟ـ فكتبت بدلا عن ذلك:هذه الأيام إستبدلنا المطر بالرصاص!.. ثم نفد الطباشير..لم أستطع أن أكتب بقية الجملة التي تقول أن الذين يرتدون الأردية القصيرة حجبوا الغيم وأستبدلوه بالرصاص..وفي مدارسنا تهالكت (السبورة) من كذب المعلم للأطفال عن العالم السعيد!.. وأمس رأيت شيئا عجيبا، كنت عصرا في وسط المدينة أبحث عن مكتبة تبيع كتابا عن الأخلاق، فوجدت مكتبات تبيع كتبا عن الرذيلة، ووجدت أن الأبنية العالية لا ظلال لها، لكن في السماء ظل لأسد ينبح كالكلب، فالأسود لا تزأر لكنها تبول على الجدران، وتذكرت أسد بابل الجاثم فوق صدر رجل، لم يكن ذلك الأسد ينهش بلحم الرجل، لكنه كان يمارس الرذيلة!..تف على كل الأسود..! كنت أهم بالدخول الى قاعة منتدى سياسي، وكعادتي عندما أدخل الغرف تنحنحت، قال لي أحد الفتيان الموكلين بأمن القاعة: لا تتنحنح سيدي للدخول فالجميع عراة، والقاعة معباءة بالهذيان، كان الفتى أسمرا بوجه سومري "يعني شروكَي" مثلي، ولأن بيننا نحن "الشروكَية" لغة تفاهم سرية، كان الفتى "الشروكَي" يقرأ الكلام من على فمي! ولذا قال لي: إن الجالسين في القاعة لا يتبادلون الحوار، لكنهم يتبادلون الخوار كجاموسة خرجت توا من عمق الهور..! في باب القاعة وجدت أحذية كثيرة، فسألت الفتى هذه الأحذية لمن؟ قال لي: إنها للجالسين في القاعة، قلت له لماذا يخلع الناس أحذيتهم هنا فلسنا في مسجد أو مرقد لولي؟!..قال لي: الناس هنا تخلع أحذيتها حتى نشم رائحة الأقدام المتعرقة، وحتى تنكشف عورات الجوارب المتهرئة!!، قلت له وهل علي أنا أيضا أن أخلع حذائي؟ قال لي: إخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى, وأبحث لك عن مكان ليس فيه رذاذ يتطاير من شفاه المتبلدين، رذاذ كالقيء المتواصل من الصديد..!، قلت له إذن المكان موبوء كما أسلفت بالهذيان السياسي!.؟ قال لي ليس بالهذيان فقط بل هو مشبع بما هو أعجب!..قلت له بم؟ قال لي: قبل قليل تحدث رجل شبه أمي لكنه عضو في مجلس النواب معترضا على حذف الأصفار الثلاثة من "الفلوس" العراقية..قلت وما أعتراضه؟ قال يقول: أن غسيلا كبيرا للأموال سيحدث..قلت له وهل يغسل ذلك أرصفتنا من دماء المغدورين..!؟ كلام قبل السلام: الحق كالزيت يطفو دائما .!!!سلام.....
https://telegram.me/buratha