المقالات

كيف تتقدم الشعوب وكيف تتخلف؟

1966 18:22:00 2011-09-12

احمد عبد الرحمن

يقاس تقدم الامم والشعوب ونهضتها في شتى المجالات والميادين بالمستوى العلمي والثقافي لافرادها، وطبيعة تحصيلهم الاكاديمي، واعداد المتميزين والمبدعين في جوانب العلم والمعرفة والمختلفة.ففي البلدان المتقدمة والمتحضرة تنحسر معدلات الامية الى حد كبير حتى تكاد تكون معدومة، ليس امية القراءة والكتابة، بل امية التعاطي والتعامل مع ادوات ووسائل ثورة المعلومات والاتصالات.وعلى العكس من ذلك تماما نجد ان ظاهرة الامية تستشري وتستفحل في المجتمعات المتخلفة والفقيرة والمحكومة بأنظمة ديكتاتورية استبدادية لاتعير وزنا ولا قيمة للعلم والمعرفة والثقافة، بقدر انشغال القلة القليلة المتسلطة والحاكمة بنزواتها ورغباتها الخاصة، وبتأمين ظروف بقائها واستمرارها في سدة الحكم.وما يبعث على الاسى والالم والاسف هو ان العراق، ذلك البلد الذي يمتلك عمقا حضاريا ضاربا في اعماق التأريخ ويزخر بثروات بشرية ومادية هائلة، وبالخبرات والكفاءات والطاقات المختلفة يعد من البلدان المتخلفة بمقياس معدلات الامية فيه.وفي الوقت الذي اقر مجلس النواب الموقر قانون محو الامية، صدرت تقارير من جهات مختلفة من بينها الامم المتحدة تشير الى نسسبة الامة في العراق تبلغ 24%، 13% منها بين النساء، و11% بين الرجال، وهذه ارقام ليست مقلقة فحسب وانما مخيفة ومرعبة، واذا اضفنا اليها عدد ونسب الاطفال الذين لايلتحقون بالمدارس او الذين يتسربون منها لاسباب مختلفة بعد اعوام قليلة من الالتحاق بها، فستكون الصورة قاتمة وسوداوية، وتنبيء بمستقبل غير طيب للبلاد.فالامية تعني الجهل، والجهل يعني الفقر والحرمان والتشتت والضياع على الصعيد الفردي، ويعني التخلف والابتعاد عن ركب التحضر والتقدم والمدنية وحركة الشعوب والمجتمعات الاخرى على الصعيد الجماعي-الاجتماعي.واذا كان هناك من يقول ان ذلك هو احد مخلفات الحقبة الديكتاتورية السوداء المظلمة، فهذا القول صحيح الى حد كبير-ان لم يكن صحيحا بالكامل- بيد ان ما ينبغي التذكير به هو ان صفحة تلك الحقبة المظلمة السوداء طويت قبل اكثر من ثمانية اعوام-او هكذا نفترض-وبقيت احوال التربية والتعليم على حالها على صعيد البنى التحتية والمناهج والمقررات، وطبيعة الاجواء والمناخات التي غالبا ما تشكل بيئة طاردة وليست جاذبة لمختلف المراحل التعليمية.ينبغي على الدولة، ولاسيما الاجهزة والمؤسسات المعنية ان تولي اهتماما بمكافحة الامية وتطوير التعليم بمختلف جوانبه بقدر اهتمامها بالجوانب الامنية والاقتصادية والسياسية.بغياب الاهتمام الجدي والمجدي بالتعليم ستبقى عملية التنمية والنهوض والبناء الاعمار المادي والمعنوي ناقصة ومجتزئة وبعيدة الى حد كبير عن الاهداف المتوخاة والمطلوبة منها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك