عمار العامري
أن من الممارسات الديمقراطية التي حصلها عليها المواطن العراقي هي ثقافة المطالبة بالحقوق عبر الوسائل المشروعة والسلمية ومن تلك الوسائل هي التظاهرات التي غيرت الكثيرة من المعالم الإقليمية في البلاد العربية خصوصا ولكن رغم مشروعيتها وسلميتها وباعتبارها وسيلة ضغط شعبي على الحكومات المركزية والمحلية في العراق ألا أن هناك تخوف كبير داخل الأوساط الحكومية من تلك التظاهرات والتخوف يأتي نتيجة تعلق هذه الجهات بالامتيازات بغض النظر عن الواجبات المراد تقديمها للمواطن لذا تجد أن صيحات المواطنين في ساحات التظاهر تهز أركان السلطات وتستشعر أن هناك استنفارا امنيا وترقبا سياسيا لما سوف يطالب به المواطن وكأنما هذا المواطن منعزل عن ذلك المسؤول أو انه جاء من خلف الحدود المسؤول هو ابن البلد وتجد أن هناك عدم مبالاة لمطالب المواطنين أو تصغير لها أو التلاعب فيها إعلاميا حيث تجد الشعارات المرفوعة حقيقية ونابعة من مصدر قوة وهو احتياج المواطن لأمور الضرورية كالكهرباء والخدمات ومحاربة الفساد ولكن بعض وسائل الأعلام تغير صورة الحقيقة وتعلن أن التظاهرات خرجت من اجل جريمة الدجيل مثلا ومع أحقية هذه القضية ومظلوميتها ألا أن الأعلام يسكت عنها وأخرى تظاهرات تطالب بالإصلاح السياسي وتغيير منهجية الدولة ولكن البعض يصرحون أن التظاهرات خرجت للمطالبة بوقف إطلاق النار على الحدود العراقية- التركية أو الإيرانية مثلا وكأنما قضايا المواطن العراقي الأساسية قد نفذت جلها لذا نجد أن كل التظاهرات التي تخرج في العراق حقيقية وذات مطالب موضوعية للمواطن العراقي ولكن تجد هناك تلاعب وتزييف للحقائق بحيث تغير حتى شعارات المتظاهرين بدون أن يشعر المتظاهر المتضرر نفسه لتكتشف أمرا هاما وهو أن السياسة في العراق تحكمت حتى في مصير المواطن وامتدت إلى قضايا الجوهرية لذا فان التغيير لابد أن يكون مدروس وموضوعي وتقوده عقول وطاقات واعية وذو دراية بما يحدث حولها وألا فان التغيير سوف يغير بفعل فاعل وتبقى الأمور كما هي عليه تظاهرات وشعارات وتزييف للحقائق ولكن الطريقة الأفضل للتغيير عند صناديق الاقتراع والتي لا يمكن لأحد أن يغير الحقائق مادام المواطن عازم على التغيير ألا أن هناك تحذير من التسويق الإعلامي والانطلاء السابق لموعد التغيير فالمواطن العراقي اليوم بحاجة إلى وعي كافي وتبحر فيما أوصل الحال في العراق لهذا الحال وما اللعب على الأوتار القديمة أو تغيير الوجوه والعمل بنفس الأساليب ألا أوراق محترقة فان أهم ما يجب فعله هو الصحوة الحقيقية للمواطن على ما يجري في العراق من معاناة وأهات ثم البحث عن المشاريع السياسية التي باستطاعتها بناء دولة المؤسسات القادرة على تقديم كل ما يحتاجه المواطن ليشعر المواطن نفسه بأنه في دولة المواطن وليس في دولة المسؤول لذا على من يشعر بهذه المسؤولية أن يرسم المسارات الصحيحة للتغير من اجل المواطن وان يقود المواطن نحو بنان دولة المواطن والتي تكون فيها المؤسسات بخدمة المواطن لا أن يصبح المواطن خادم في تلك المؤسسات التي تصب في مصلحة المسؤول والذي لا يحتاج المواطن إلا في ساعات الانتخاب وليس في أوقات التغيير والمطالبة بالحقوق فأذن العراق حينما يكون عازم على التغيير يجب عليه أن يعي حجم المسؤولية وان يختار الطريق الصحيح نحو بناء دولة المواطن.
https://telegram.me/buratha