المقالات

(كتلة المواطن)واستراتيجية التغيير

827 19:22:00 2011-09-12

عمار العامري

أن من الممارسات الديمقراطية التي حصلها عليها المواطن العراقي هي ثقافة المطالبة بالحقوق عبر الوسائل المشروعة والسلمية ومن تلك الوسائل هي التظاهرات التي غيرت الكثيرة من المعالم الإقليمية في البلاد العربية خصوصا ولكن رغم مشروعيتها وسلميتها وباعتبارها وسيلة ضغط شعبي على الحكومات المركزية والمحلية في العراق ألا أن هناك تخوف كبير داخل الأوساط الحكومية من تلك التظاهرات والتخوف يأتي نتيجة تعلق هذه الجهات بالامتيازات بغض النظر عن الواجبات المراد تقديمها للمواطن لذا تجد أن صيحات المواطنين في ساحات التظاهر تهز أركان السلطات وتستشعر أن هناك استنفارا امنيا وترقبا سياسيا لما سوف يطالب به المواطن وكأنما هذا المواطن منعزل عن ذلك المسؤول أو انه جاء من خلف الحدود المسؤول هو ابن البلد وتجد أن هناك عدم مبالاة لمطالب المواطنين أو تصغير لها أو التلاعب فيها إعلاميا حيث تجد الشعارات المرفوعة حقيقية ونابعة من مصدر قوة وهو احتياج المواطن لأمور الضرورية كالكهرباء والخدمات ومحاربة الفساد ولكن بعض وسائل الأعلام تغير صورة الحقيقة وتعلن أن التظاهرات خرجت من اجل جريمة الدجيل مثلا ومع أحقية هذه القضية ومظلوميتها ألا أن الأعلام يسكت عنها وأخرى تظاهرات تطالب بالإصلاح السياسي وتغيير منهجية الدولة ولكن البعض يصرحون أن التظاهرات خرجت للمطالبة بوقف إطلاق النار على الحدود العراقية- التركية أو الإيرانية مثلا وكأنما قضايا المواطن العراقي الأساسية قد نفذت جلها لذا نجد أن كل التظاهرات التي تخرج في العراق حقيقية وذات مطالب موضوعية للمواطن العراقي ولكن تجد هناك تلاعب وتزييف للحقائق بحيث تغير حتى شعارات المتظاهرين بدون أن يشعر المتظاهر المتضرر نفسه لتكتشف أمرا هاما وهو أن السياسة في العراق تحكمت حتى في مصير المواطن وامتدت إلى قضايا الجوهرية لذا فان التغيير لابد أن يكون مدروس وموضوعي وتقوده عقول وطاقات واعية وذو دراية بما يحدث حولها وألا فان التغيير سوف يغير بفعل فاعل وتبقى الأمور كما هي عليه تظاهرات وشعارات وتزييف للحقائق ولكن الطريقة الأفضل للتغيير عند صناديق الاقتراع والتي لا يمكن لأحد أن يغير الحقائق مادام المواطن عازم على التغيير ألا أن هناك تحذير من التسويق الإعلامي والانطلاء السابق لموعد التغيير فالمواطن العراقي اليوم بحاجة إلى وعي كافي وتبحر فيما أوصل الحال في العراق لهذا الحال وما اللعب على الأوتار القديمة أو تغيير الوجوه والعمل بنفس الأساليب ألا أوراق محترقة فان أهم ما يجب فعله هو الصحوة الحقيقية للمواطن على ما يجري في العراق من معاناة وأهات ثم البحث عن المشاريع السياسية التي باستطاعتها بناء دولة المؤسسات القادرة على تقديم كل ما يحتاجه المواطن ليشعر المواطن نفسه بأنه في دولة المواطن وليس في دولة المسؤول لذا على من يشعر بهذه المسؤولية أن يرسم المسارات الصحيحة للتغير من اجل المواطن وان يقود المواطن نحو بنان دولة المواطن والتي تكون فيها المؤسسات بخدمة المواطن لا أن يصبح المواطن خادم في تلك المؤسسات التي تصب في مصلحة المسؤول والذي لا يحتاج المواطن إلا في ساعات الانتخاب وليس في أوقات التغيير والمطالبة بالحقوق فأذن العراق حينما يكون عازم على التغيير يجب عليه أن يعي حجم المسؤولية وان يختار الطريق الصحيح نحو بناء دولة المواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2011-09-13
ليس هنالك من أولويات لا عند الحكومة ولا عند الشعب وإذا عذرنا الشعب بعد تلك المعصرة البعثية لأكثر من ثلاثين عاماً فما بال السياسيين !! الكلام لم يعد يجدي لأنهم لايقرأون وإذا قرأوا جوابهم: هولاء حساد عيشة وهولاء يريدون مناصب حرموا منها وهولاء مشاغبون ..الخ. وهب أن من يكتب له أهداف كما يقولون ولكن دع عنك القائل وتأمل في المٌال صحيح أم فيه مبالغة .أقترح شراء عدد كبير من المرايا لتوزيعها على السياسيين العراقيين .اسحب الإقتراح خوف الصفقات الفاسدة فـتاتي ملاعق بدل المرايا!!.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك