الاعلامي : علي العزاوي
نحن أليوم أمام محنه حقيقة يجب معالجتها إذا ما أرادت الدولة العراقية الحديثة أن تصل إلى مستويات عالية من التطور على كافة الأصعدة , فالعوز المادي يدفع العديد من الأشخاص والمؤسسات الإعلامية العراقية المستقلة إلى الركوع أمام المغريات المادية التي تمتلكها الأحزاب ويمتلكها رجال السلطة وبالتالي تفقد هذه المؤسسات حياديتها ومصداقيتها لصالح العوز المادي لتنتهج السبيل التي تريد أن تفرضه تلك الأحزاب السلطوية على الواقع السياسي في العراق. أن الفهم الخاطئ لمفهوم الأعلام المستقل هو الذي يدفع رجال السلطة والأحزاب المتنفذة إلى احتواء هذا الأعلام عن طريق الضغط المادي الذي يجعل تلك الأدوات الإعلامية غير قادرة على الاستمرار في أداء رسالتها الإنسانية النبيلة وبالتالي تكون مضطرة إلى العمل تحت خيمة أجندات عديدة لها مصالح ذاتية مريبة لا تنطوي على مصلحة الوطن والمواطن في المقام الأول في تعاملاتها السياسية وبالتالي تفقد قدرتها الاقناعية لأنها تروج لأفكار ومفاهيم لا تؤمن بها مطلقا . أن الأعلام الوطني المستقل لم يكن يوما ضد رجال السلطة الوطنيين الذين يضعون مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة أولوياتهم وليسدوا ضد تطلعات المواطن في الحرية والعيش الكريم تحت خيمة الوطن الواحد لكنه ضد الانحراف والمنحرفين واعتقد أن رجال السلطة الوطنين لا يمكن لهم أن يترجموا برامجهم إلى واقع ملموس دون الاعتماد على أعلام وطني حر ومستقل لان في ذلك مصلحة مزدوجة يستطيع من خلالها السياسي تقويم عمله.. .و من خلال عدة خطوات ،منها كشف الأخطاء من قبل الأعلام المستقل وتجاوزها مستقبلا وان يضع أصبعه على الجرح الذي ينزف منه المواطن يوميا وتفصيليا . فأن الأعلام الحر المستقل له رسالة إنسانية واضحة تجاه جميع الأطراف فهو لا يقف ضد رجل السلطة الذي يعمل لمصلحة الوطن والمواطن ولا يجامل من يريد تخريب هذا الوطن تحت يافطات وأجندات خارجية مشبوهة وتحت مسميات عديدة . لكن الأعلام المستقل هو ضد كل من يتبوأ المراكز الحكومية بغير وجه حق وتحقيق مصالح ذاتية على حساب ملايين البطون الجائعة زمع كل مواطن شريف يعيش فوق هذه الأرض المعطاء ولا يفكر بجاه أو سلطة بقدر ما يفكر أن يعيش حرا أبيا في وطنه.أن دعم الأعلام الحر المستقل واجب وطني مقدس يقع على عاتق كل ذي بصر وبصيرة من رجال السلطة لجعل هذا الأعلام أداتا لتحقيق ما هو أسمى من الأهداف التي ينشدها الجميع كما أن دعمه يقطع الطريق على كل الأجندات المشبوهة التي تريد أن تسييس هذا الأعلام باتجاه مصالحها الشخصية التي لا تتعدى كونها مصالح فئوية ضيقة لا تريد أن تخدم الوطن بقدر خدمتها لنفسها وللفئة التي تمثلها،ولكن ما يحدث ومع الأسف هو زج المؤسسات الإعلامية في الصراعات السياسية وتسعى الكثير من الجهات السياسية وخاصة من تمثل الحكومة منها السيطرة عليه وبدون وجه حق،وما يزيد الطين بله ان الساعين لذلك هم خارج الأسرة الإعلامية و لا يفقهون قوانين الإعلام ولا لغته.
https://telegram.me/buratha