عادل الجبوري
تذكرنا العملية الارهابية البشعة التي وقعت في منطقة النخيب بين محافظتي الانبار وكربلاء وتسببت بأستشهاد اكثر من عشرين مواطنا كانوا عادين من اداء العمرة وزيارة مرقد السيد زينب عليه السلام، تذكرنا تلك العملية الارهابية بألاجواء التي كانت سائدة ومهيمنة على مجمل المشهد العام في البلاد خلال عامي 2005 و 2006 والى حد ما عام 2007، حيث جرائم القتل الجماعي بشتى الوسائل والاساليب الهمجية، في مختلف مناطق العاصمة بغداد ومحافظات اخرى، وكان العمليات تجري بطريقة منظمة ومخطط لها بدقة واحكام لتعطي انطباعا لدى الرأي العام المحلي والعالمي ان هناك صراعا طائفيا ومذهبيا في العراق، تتجلى مظاهره بالقتل والذبح والتهجير على الهوية.وفي الواقع ان الفتنة التي سعى تنظيم القاعدة الارهابي ومن كان يدعمه ويسانده ويوافقه في التوجهات، الى خلقها في العراق خلفت اثارا سلبية وخطيرة للغاية، ومن حسن الحظ،ل انه بفضل جهود ونوايا ومساعي الخيرين والشرفاء من ابناء هذا البلد فشلت مخططات ومؤامرات الاعداء، وعادت الامور تسير شيئا فشيئا بالاتجاه الصحيح، وعاد العراقيون من مختلف الوان الطيف الواسع ليتنفسوا الصعداء ويستعيدون الامن والهدوء الذي افتقدوه لفترة من الزمن.عملية النخيب بالصورة التي تمت فيها تثير من جديد هواجس الخوف والقلق في نفوس الكثيرين، ويزداد مقدار هذه الهواجسس اذا عرفنا ان بعض المناطق في بغداد ومحافظات اخرى شهدت عودة بعض مظاهر الارهاب السابقة من توزيع المنشورات التهديديه الى الخطف الى السطو الى القتل المنظم بهدوء.ومن حق المواطن ان يتساءل اين الدولة، واين الحكومة، واين الاجهزة الامنية والعسكرية والاستخباراتية حيال مايحصل من تداعيات لانبالغ اذا قلنا انها خطيرة على صعيد الاوضاع الامنية؟.وقعت عملية النخيب الارهابية وازهقت ارواح وسفكت دماء مواطنين ابرياء عزل في وقت ينشغل فيه الشركاء السياسيون بصراعات ونزاعات ومماحكات سياسية تسببت بقدر كبير جدا من الاحباط والاستياء للمواطن العراقي، لانه بات على يقين ان تلك الصراعات والنزاعات والمماحكات السياسية هي ليست من اجل ولا في صالحه ، بل العكس تماما عادت وتعود عليه بمزيد من المعاناة الامنية والحياتية.عملية النخيب جرس انذار ينبغي الاصغاء اليه والتنبه له لا صم الاذان عنه وكأن شيئا لم يحصل، او ان ما حصل غير ذات اهمية ولاقيمة.
https://telegram.me/buratha